يختلف المؤمن عن العالم في الطبيعة الروحية والمصير الأبدي، لكن هذا لا يعني أنه لا يشاركه شيئًا؛ فما زال يسكن في الأرض عينها، وبجسد طبيعته كالآخرين، يتنفس الهواء الذي يتنفسونه بل الذي تتنفسه الخلائق غير العاقلة. لذا فمن الطبيعي أن يشارك هذه الخليقة أنينها وآلامها التي طالتها بسبب الخطية. لا بد أن يكون هذا؛ من جهة، حتى نقدِّر الألم والمتألمين ونَقدِر أن نمدّ يد المساعدة للآخرين ونجتذبهم لمصدر الراحة، فوجود هذا العامل المشترك يهيئنا للخدمة. ومن ناحية أخرى، حتى لا ترتبط قلوبنا بالعالم وننسى أن لا راحة لنا إلا بفداء الأجساد. في هذا قال القديس أغسطينوس: “صالح أنت يا الله لأنك لو لم تمزج مرارة هذا العالم بسعادته لكنت نسيتك”.