رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
توجيهات هامة وضرورية في الصلاة
توجيهات في الصلاة + عندما كنت مدعو لإلقاء كلمة عن الصلاة في اجتماع الشباب في الكنيسة، سألت سؤال وقلت: تفتكروا مين عنده قداسة أكتر إنسان بيصلي 10 دقائق والا اللي بيصلي ساعة والا اللي بيقضي طول الليل في الصلاة، وفي كل مناسبة يذهب ليُصلي!!! بالطبع الكل أجمع على اللي بيقضي طول الليل في الصلاة أنه قديس عظيم ومرضي عند الله. ++ بالطبع - وللأسف - هذه هي نظرتنا العامة لحياتنا مع الله، مع أنها نظرة مشوشة وهي سبب ضياع الكثيرين وسر فشلهم في الطريق الروحي كله، لأن كل واحد بيحاول يمارس حياته الروحية حسب ظنه هوَّ، وما يراه مناسب، لذلك نجد مرضى روحيين كثيرين لأنهم بيغصبوا أنفسهم على عمل أشياء روحية بالجسد لم يحصلوا عليها لكنهم توهموا أن هذا ما يُرضي الله.+++ لكن لو أعدنا الفحص مرة أُخرى وتعمقنا في الإنجيل دستور الحياة الجديدة في المسيح يسوع، سنجد أننا أبعد ما يكون عنه، لأن الرب لم يتحدث عن عدد الصلوات ولا كثرة الكلمات ولا عدد الساعات، ولا حتى مواعيدها، ولم يقل كم سجدة نقوم بها ولا تحدث عن كيف نقف أو بأية طريقة نُصلي، بل تحدث عن أن الساجدين لله بالروح والحق، وقدِّم للتلاميذ الصلاة الربانية، وحينما كان معهم على العشاء سبحوا بالمزامير، كما أن كل الذين نراهم حدثوا الله ونالوا استجابة كانت كلماتهم قليلة، فالعشار قرع صدره وقال: اللهم ارحمني أنا الخاطي، واللص قال للرب: أذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك، حتى التلاميذ في سفر أعمال الرسل حينما اجتمعوا صلوا صلاة قصيرة وتزعزع المكان بسببها.. والرب تحدث عن الذين يكثرون الصلاة وقال ليس بكثرة الصلوات يستجاب لهم، طبعاً بسبب أن كلامهم عبارة عن ثرثرة أو واجب بيغصبوا أنفسهم عليه، لأن الاستجابة بتأتي بسبب الإيمان وأن القلب في لهفة اشتياق والإنسان في حالة انكسار قلب ويُصلي بتواضع عن حاجة شديدة. ++ فيا إخوتي أتعجب حينما اتكلم مع أحد وأول أكلاشية ينطق به هو التغصب، ولنفرض مثلاً إنساناً بلا عمل لكنه يُلزم نفسه ويغصبها كل يوم على الاستيقاظ المبكر والاستحمام والنزول لساعات طويلة يسير فها بلا هُدى، وظل هكذا أيام وشهور وسنين، لكنه تعب نفسياً حينما أتى بعد طول الزمان ولم يستطع أن ينجح في غصب نفسه، بل دخل في حالة كآبة وكره استيقاظه ونزوله، وهذا بالطبع لأن كل ما كان يعمله ليس له هدف، لأن ليس له عمل ولا شيء معين يستيقظ من أجله، بل بكونه سمع عن أهمية الاستيقاظ المبكر والخروج من المنزل أوقات طويلة فقام بالفعل دون هدف، وهذا يختلف تماماً عن إنسان عنده عمل في مواعيد محددة، فحينما يُصاب بالكسل فأنه يغصب نفسه بسبب المسئولية الموضوعه عليه.++ وهكذا هناك فرق بين واحد نال نعمة من الله وأمامه هدف واضح، وآخر لم ينل شيئاً، فالذي نال بيجتهد ويغصب نفسه عند الكسل، والذي لم ينل شيئاً فعلام يغصب نفسه، بل سيكون غصبه بمثابة ضغط نفسي بلا هدف أو معنى، لذلك من نال نعمة من الله يصلي بغيرة حسنة طول الليل، أو خمسة دقائق أو ربع ساعة أو ساعة، بسبب أنه ينبغي أن يكون أميناً فيما ناله من الله، ولا يزيد على ما نال ولا يقل منه. ++ فيا إخوتي الحياة مع الله لا تُقاس بالوقت بل بالحب ومقدار بساطة القلب مثل الطفل، وكل واحد بيجتهد حسب ما نال من نعمة، بدون ان يدَّعي شيئاً أو يغصب نفسه على ما ليس له فيه طاقة، لذلك اتعجب كل العجب من بعض الوعاظ والخدام الذين يتحدثون بشكل عام عن أوقات الصلاة أو غصب النفس على ساعات أطول وعمل ميطانيات أو سجود بعدد معين أو شكل محدد، أو إطالة الصلوات والاشتراك المتزايد فيها، دون أن يدركوا أن هذا لا ينفع جميع النفوس، بل من الممكن ان يتسبب في تعطيل حياتهم وشلل طاقتهم الروحية وفشلهم التام في الصلاة، فانتبهوا كيف تمشون بخطوات واعية متزنة ثابتة، لأن طوبى لمن يعرف نفسه ويعرف ما ناله من الله لكي حيا وفق النعمة التي عنده، لأنه سيُعطى أكثر ويُزاد حينما يكون أميناً في القليل.++ واعلموا يقيناً أن القداسة تُقاس على المحبة الظاهر في حفظ الوصية، ولا تُقاس بأي مقياس آخر ولا بشكل المُمارسات التي نقوم بها رغم أهميتها، فانتبهوا لحياتكم واعرفوا كيف تسلكون حسب ما نلتم من نعمة، وليس حسب أفكار الناس ولا رأيهم ولا قناعتكم وكثرة ظنونكم، انتبهوا للإنجيل لأن فيه إرشاد قوي لو تم التركيز فيه والاعتماد على نعمة الله لا قدراتنا ولا الناس ستنجحون وتفلحون وتزدادوا نعمة فوق نعمة - كونوا دائماً معافين محفوظين في سر التقوى ومحبة الله باسم الرب إلهنا آمين |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فالرب إذًا في وسط اجتماع الصلاة يا لها من حقيقة هامة |
دعنا نًرسي معـا مبـادئ هامة عن كيفية الصلاة |
توجيهات في الصلاة |
توجيهات فى الصلاة (موضوع متكامل ) |
من كتاب توجيهات فى الصلاة .. للأب متى المسكين |