رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا تبحث عن الله لا تبحث عن الله! إذا بحثت عنه لا تجده. بحثك نفسه هو ما يبعدك عنه. بحثك نفسه هو ما يحجبه. بحثك يعني ضمنا أنه مفقود، من ثم فإنك مهما بحثت لا تصل. تخيل أنك تبحث عن نظارة هي بالفعل فوق رأسك، أو عن قلادة هي بالفعل في عنقك: هل يمكن أن تعثر عليها؟ إن العقل محموما بالبحث يتوجه كله خارجا بينما غاية المطلوب هو بالعكس أن يسكن هذا العقل تماما وأن يستريح ويطمئن! عندئذ لن تعثر فقط على ما تريد ولكنك ستدرك أيضا أنك في الحقيقة لم تفقده ابتداء ولم تفارقه أبدا! بالمثل متى غاب الله حقا أو فـُقـد؟ فقط ضع عقلك جانبا، ضع ذاتك كلها جانبا، وسترى عندئذ الحقيقة! ليس هنا أي ظل حقا سوى ظلك أنت، لأنك ببساطة تقف في طريق الشمس! لا تحدق إذاً بالظل ثم تشكو غياب النور أو تذهب باحثا عنه! فقط تنحّ جانبا يتنحى الظل معك! أنت تخدع نفسك حين تجعل من "بحثك" ذاته مبررا لبقائك بينما ليس هناك ابتداء ما يدعو لأي بحث! تريد أن تكون أنت بذاتك الذي "يحب" أو "يعطي" أو "يغفر" وهيهات "أنت" لا تملك ذلك أبدا! تبذل قصارى ما تستطيع كي تكون "وعاء" جديرا بالنعمة ويفوتك أن المقصود أولا وآخرا ليس الوعاء وإنما النعمة ذاتها! ضع من ثم نفسك اللاهثة وضع عقلك المحموم وكل أفكارك جانبا، وليسكن فلبك تماما ويطمئن، عندئذ ترى أنه ليس سوى النور هنا حقا، بحار من النور في كل مكان! عندئذ تدرك أن ما كنت تبحث عنه لم يغب في الحقيقة أبدا، لأنه ليس بكل الوجود سواه أصلا! عندئذ ـ وقد غابت ذاتك كليا ـ يتجلى الله من ثم كليا، وها أنت ـ في لحظة ـ تحلق عاليا بمدارات الشموس في أفلاك المجد على باب العظمة والبهاء والجلال عند عتبات عرش الجمال في قلب الحضرة الإلهية ذاتها! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بتحب فُلان ولا بتحب الحاجات اللي فيه؟ |
يوثام والاهتمام ببيت الله |
الله الذي تبحث عنه بداخلك |
عندما تبحث عن الله |
ليه البنات بتحب الأكل اكتر ما بتحب الولاد ؟ |