رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
]من ساعة ما حصلت حادثة قتل الكاهن والفيسبوك كله عندي بوستات لها روح استشهادية بطولية بتصور ابونا انه راح بمزاجه وفاتح صدره للقاتل عشان يموته وقصص كتير و"أڤورة" في وصف الموقف .. وده خلاني اتخيل فعلاً أن ابونا استشهد بإرادته وأنه كان قاصد ده يحصل وبمجرد ما لقى القاتل دخل عليه بقلب كدة عشان يموت، وده كان غريب اوي بالنسبالي.. اللي هو ليه تموت يعني يا ابونا؟ ليه كاره حياتك كدة وبتتلكك عشان حد يقتلك.. ؟! ما تكمل حياتك وخدمتك يعني.. وابتديت ادينُه واستغربُه في خيالي طبعاً مرضتش اكتب ده. بس لما شوفت الفيديو، اكتشفت قد ايه كنت غلطان زي ٩٩٪ من اللي سمعوا عن الحادثة. ابونا كان بيجري خايف يتقتل على فكرة، نكرر؟ ابونا كان بيجري من القاتل عشان مش عايز يموت.. فضل يجري ولما تعب الراجل (المختل يعني) طعنه بالسكينة ومات. سيبك من القاتل والكراهية وظروف الحادثة دي كلها. انا بس عندي استفسار.. هو ليه تخيلتوا ابونا ده سوبرمان ولا بيهمه السيف ولا القتل؟ ليه مش راضيين تتخيلوه انسان عادي زيُه زي أي انسان عنده غريزة بقاء بيحب الحياة مش كارهها وبيتلكك عشان حد يموّته.. كائن طبيعي يعني مش "صنم" من صنع خيالنا وبطل وهمي بنحب نرسمه ونقعد نفخم فيه وخلاص. وبالمناسبة، بولس كذا مرة يهرب من القتل. ومرة نزلوه من "سَبَت" بالليل عشان مايتقتلش. وبطرس لما كان في السجن الكنيسة كلها كانت بتصلي بحُرقة عشان مايتعدمش زي يعقوب. والحصون بتاعة الاديرة كلها كانت للحماية، وجودها اصلاً في الصحراء جزء منه الهروب من الاضطهاد والقتل. اللي عايز اقوله، أني اكتشفت اننا من كتر الشعارات الوهمية الرنانة صدقنا نفسنا.. اللي هو نظام "شهيد تحت الطلب".. "يا ريتني كنت مكانك يا ابونا".. ولقيت اب كاهن كاتبله "زعلان اني مكنتش معاك".. طب روح قُدسك اتفضل استشهد محدش مانعك، سيب الفيسبوك والنت والبوستات والرفاهية دي كلها واتفضل. يا جماعة دي مش روحانية صدقوني. دي مازوخية "يعني حب الألم والتعذيب" وده مرض نفسي بالمناسبة له علاج. ولو سيادتك هتموت اوي على الاستشهاد، سيب شغلك ودراستك ومجتمعك ده كله واتفضل داعش جنبنا اهي، بس ماتكرهناش احنا في الحياة.. وماتطلعش اجيال كارهة الحياة وجواها صراع أنها نفسها تكمل وتنجح بس الكبار بتوعنا والروحانيين قالولنا أن الاستشهاد افضل واننا مجرد عايشين مستنيينُه بس فا حاسين دايماً بالتقصير لاننا ماستشهدناش وفي نفس الوقت مش عارفين نستمتع بالحياة. الحياة نعمة (وابونا له حق يجري من القاتل وكنت اتمنى انه يعرف يهرب مايموتش). ولو على الملكوت والسماء والروحانية وكدة، اظن مهمتك ورسالتك في الارض تستاهل تحارب عشان تكملها ماتتلككش عشان تنط على السماء على طول ده غش وكسل وعدم امانة. نفسي شعاراتنا وتعليقاتنا تتغير على الحوادث دي ونشفق شوية على موقف ابونا واسرته، ونفسي نبطل شعارات متوهانا ونركز في اللي بنعمله هنا على الارض و"نتبّت" في رسالتنا شوية (واللي محتاجانا عايشين عشان نكملها بالمناسبة). نفسي نفصل بين الروحانية وبين المازوخية وكره الحياة.. لأنه الحقيقة بقى هافاجئك أننا بنحب الحياة.. كل شغل وكل علاقات وكل حتى هدوم واكل وفُسح وخدمة وتخطيط للمستقبل .. كل ده حب للحياة، ماينفعش ترميه في كام كلمة على الفيسبوك وانت متحمس كدة، ده تناقض في شخصيتك لأنك مش عايش ده.. ومفيش انسان طبيعي يعيشه. من الاخر.. ⁃ ابونا انسان طبيعي حاول يهرب ويحتفظ بنعمة الحياة اللي ربنا اداهاله بس للاسف مانجحش. ⁃ الروحانية حاجة والمازوخية حاجة. ⁃ حُب الحياة والهروب من الموت مش جُبن وقلة روحانية، ده رد فعل طبيعي لأي انسان طبيعي. ⁃ افحص شعاراتك وكلامك الرنان قبل ما تقوله، لانه هايفضح حياتك المزدوجة ويأثر سلباً على الاجيال اللي طالعة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يارب إنقلنا إلي سيرة روحانية واعطنا روحانية |
روحانية ولا دروشه |
روحانية الصلاة |
روحانية الصلاة |
- روحانية الصلاة |