رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المؤمنون ... فرحتي في غربتي «الْقِدِّيسُونَ الَّذِينَ فِي الأَرْضِ وَالأَفَاضِلُ كُلُّ مَسَرَّتِي بِهِمْ» (مز16: 3) هناك مصدران أساسيان للفرح الحقيقي في حياتنا كمؤمنين بالمسيح مخلصنا ورجائنا الأبدي؛ أولهما: الرب المُخلّص؛ وثانيهما: المؤمنون المُخلَّصون. أولهما مصدره السماء، وثانيهما مصدره الأرض. وفى كليهما لنا حق ونصيب من الأفراح في زمان غربتنا. إن الحقيقة التي يسجِّلها لنا داود في مزمور 16: 3 تؤكِّد أنه وجد سروره وبهجته في قديسي الأرض وأفاضلها، ونحن في يومنا وزماننا نجد أن الأرض ما زالت تذخر بمثل هؤلاء الأفاضل لسرورنا وبهجة قلوبنا. والرسول بولس أيضًا كان له ذلك النصيب من الأفراح في مؤمني كنيسة كورنثوس، لكنه في وقت ما رأى ألا يذهب إليهم لئلا يُسبِّب لهم حزنًا، فقال: «وَلَكِنِّي جَزَمْتُ بِهَذَا فِي نَفْسِي أَنْ لاَ آتِيَ إِلَيْكُمْ أَيْضاً فِي حُزْنٍ. لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُحْزِنُكُمْ أَنَا، فَمَنْ هُوَ الَّذِي يُفَرِّحُنِي إِلاَّ الَّذِي أَحْزَنْتُهُ؟ وَكَتَبْتُ لَكُمْ هَذَا عَيْنَهُ حَتَّى إِذَا جِئْتُ لاَ يَكُونُ لِي حُزْنٌ مِنَ الَّذِينَ كَانَ يَجِبُ أَنْ أَفْرَحَ بِهِمْ، وَاثِقًا بِجَمِيعِكُمْ أَنَّ فَرَحِي هُوَ فَرَحُ جَمِيعِكُمْ» (2كو2: 1-3). وكأنه يقول: إن كانت زيارتي ستكون سبب حزن لكم فهذا معناه جفاف ينبوع أفراحي لديكم. والكنيسة في فيلبي كانت أيضًا مصدرًا لأفراح الرسول بولس وغبطته، وفي غمرة شعوره العميق بهذا، خاطبهم قائلاً: «يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ وَالْمُشْتَاقَ إِلَيْهِمْ، يَا سُرُورِي وَإِكْلِيلِي» (في4: 1). أليس من الأمور المباركة أن تكون الكنائس سبب سرور لخدام الرب الذين يتعبون لأجلهم، إذ يجدون في هذه الأفراح خير معوان في سعيهم وجهادهم حتى نهاية الشوط! وإن كان من الأمور المباركة أن تكون الكنيسة مصدرًا للفرح، فمن الأمور المباركة أيضًا أن نرى أحد أفراد الكنيسة يُسبِّب فرحًا كثيرًا لجماعة الرب، كفليمُون المحبوب، الذي كتب له الرسول بولس قائلاً: «لأَنَّ لَنَا فَرَحًا كَثِيرًا وَتَعْزِيَةً بِسَبَبِ مَحَبَّتِكَ، لأَنَّ أَحْشَاءَ الْقِدِّيسِينَ قَدِ اسْتَرَاحَتْ بِكَ أَيُّهَا الأَخُ» (فل7). والمؤمنون في أيامنا هذه، في احتياج شديد لأن يكون بينهم مثل هذا الأخ الذي يبهج قلوب القديسين وينعش عواطفهم. ولقد وجد الرسول بولس مخزونًا للأفراح لدى تيموثاوس، تلميذه وابنه وصديقه الحميم، فحينما كانا يتلاقيان كانت نفس الرسول تمتلئ بالفرح، لذلك طلب منه وهو في ظروفه الصعبة قبيل استشهاده قائلاً له: «مشتاقًا أن أراك ... لكي أمتلئ فرحًا»؛ وأيضًا: «بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ إِلَيَّ سَرِيعًا ... الْجَمِيعُ تَرَكُونِي» (2تي1: 4؛ 4: 9، 16). إن كلمات الرسول بولس لفليمون: «نَعَمْ أَيُّهَا الأَخُ، لِيَكُنْ لِي فَرَحٌ بِكَ فِي الرَّبِّ. أَرِحْ أَحْشَائِي فِي الرَّبِّ» (فل20)، ما زال يتردد صداها في أيامنا، مُطالبة إياي وإياك، أن نتجاوب مع حاجة إخوتنا وأصدقائنا لهذا الفرح الذي ينشدونه وينتظرونه. وهذا ليس بحال تفضلاً منا عليهم، بل إنه حق أصيل لهم. عزيزي: إن هناك نفسًا تنتظر ابتسامتك لتجد فيها فرحًا، وفى مشاعرك الرقيقة سرورًا، وفي محبتك اللطيفة ابتهاجًا، فحتمًا ستكون عطاياك مُفرحةٌ، وزياراتك وافتقاداتك مُنعشةٌ، واهتمامك وعنايتك بمن حولك رافعةٌ، وتشجيعاتك وتضحياتك ساندةٌ. واسمح لي - بالإنابة عن هؤلاء - أن أقول لك: أنت ومَن مثلك، فرحتي في زمان غربتي |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المؤمنون .. فرحتي في غربتي |
ويل لي، فإن غربتي قد طالت علي |
فى غربتى يا رب |
خدمتى هى فرحتى ورفيقى فى رحلة غربتى |
مشتاقاً أن أراك...لكى أمتلىء فرحاً-المؤمنون..فرحتى فى غربتى |