رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الفرح بتقدم الانجيل «فَمَاذَا؟ غَيْرَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ سَوَاءٌ كَانَ بِعِلَّةٍ أَمْ بِحَقّ يُنَادَى بِالْمَسِيحِ، وَبِهذَا أَنَا أَفْرَحُ. بَلْ سَأَفْرَحُ أَيْضًا» (في1: 18) نجد في رسالة الفرح المسيحي - رسالة فيلبي - جانبًا من جوانب، وسببًا من أسباب الفرح عند الرسول بولس، وهو الفرح الناتج عن تقدُّم الإنجيل، بِغَضِّ النظر عمَن يُنادون به، والدوافع التي دفعتهم إلى ذلك. فالحكم في الدوافع ليس من اختصاص البشر، مهما كانت مواهبهم ودعوتهم؛ فبولس يعلم أن الرب وحده هو المختصّ بذلك، لكن من جانب بولس كان فقط الفرح بتقدم الإنجيل. وفرح بولس هذا كان في اتجاهين. الأول: يفرح لأن. والثاني: يفرح بالرغم من أن. أولاً: يفرح بولس لأن الإنجيل يتقدم أراد الشيطان أن يُضيف لبولس أحزانًا فوق أحزانه، وضيقًا فوق قيوده، مُستخدمًا في ذلك الذين يُنادون بالإنجيل بدافع الحسد والغيرة المُرة من بولس. كانت الرسالة جيدة ولكن المنادون بها كانت دوافعهم غير مقدَّسة، وبولس لم يُعطِ لنفسه الحق لمنعهم كما فعل تلاميذ الرب في يوم سابق، عندما تقدم يوحنا للرب قائلاً: «يَا مُعَلِّمُ، رَأَيْنَا وَاحِدًا يُخْرِجُ شَيَاطِينَ بِاسْمِكَ وَهُوَ لَيْسَ يَتْبَعُنَا، فَمَنَعْنَاهُ لأَنَّهُ لَيْسَ يَتْبَعُنَا» (مر9: 38). حين يُقَدَّم الإنجيل، ولو بحسد، يفرح خادم الله، ولكن حين يُهاجِم أو يُشوّه أحد الإنجيل، فعلى الخادم أن يقف مدافعًا بكل قوته عن حق الإنجيل (انظر رسالة غلاطية). ثانيًا: يفرح بولس بالرغم من أمرين (1) عدم نقاوة دوافع مَن كانوا ينادون بالإنجيل: وهؤلاء كان بولس يعلم أنهم ينادون فقط ليُضيفوا الضيق لنفس الرسول الأسير في سلاسل لأجل الانجيل. وكان بولس يعلم أن للشيطان الدور الأكبر في عملهم هذا، وأنه من خلفهم؛ ومع ذلك فرح جدًا لأن الإنجيل يُنادى به ويصل نوره لكثيرين. (2) السلاسل والقيود التي كان فيها بعيدًا عن مجال المناداة والكرازة بالإنجيل: فبولس لم يحقد على الآخرين الحاسدين، ولم يطعن في الحكام الظالمين، ولم يرثِ لحاله. كما أنه لم يستدر عطف البعض، أو يستقطب فريقًا إلى صفه. لقد أراد أن يسير خلف خطوات سَيِّده، الخادم المثالي والأعظم، الذي لم يكن يطلب مجدَ نفسه (يو7: 18؛ 8: 54؛ عب5: 5)، ولم يسعَ قَطّ ليعمل مشيئته مستقلاً عن أبيه (يو5: 30). هكذا تعلَّم بولس، وهكذا سار. ليتنا نحن أيضًا يكون لنا نصيب في هذا الدرس، حتى لا يتسرب إلى قلوبنا طلب مجد الذات، الأمر الذي يسلبنا فرحنا الحقيقي بنجاح خدمة الآخرين! |
|