منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 10 - 2017, 11:52 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

نقل جسد القديس ساويرس الأنطاكي
نقل جسد القديس ساويرس الأنطاكي
(10 كيهك / 19 ديسمبر)

نقل جسد القديس ساويرس الأنطاكي
نقل جسد القديس ساويرس الأنطاكي
[بالحقيقة أشرق لنا اليوم كالكوكب التذكار المُكرَّم الذي لساويرس البطريرك, هذا الذي من قِبَلِه, قد أَعطى الروحُ القدس حلاوةً لنفوسنا] (دفنار 10 كيهك).
القديس ساويرس الأنطاكي (465-538م) يتمتع بمحبة عظيمة ومكانة جليلة في الكنيسة القبطية. وتحتفل له الكنيسة بثلاثة أعياد: نياحته في (14 أمشير), وتذكار مجيئه إلى مصر (2 بابة), أمَّا التذكار الموافق له في هذا الشهر (ديسمبر) فهو نقل جسده إلى دير الزجاج (10 كيهك). ويذكر السنكسار القبطي ما يلي:
[في مثل هذا اليوم نُقِلَ جسد القديس ساويرس بطريرك أنطاكية إلى دير الزجاج، وذلك أنه تنيح في سخا عند رجل أرخن مُحب للأهل اسمه دوروثيئوس. وهذا أرسله مع قوم في سفينة إلى دير الزجاج غرب الإسكندرية، وأمرهم أن لا يدخلوا الخليج بل يسيروا في البحيرة حتى يصلوا إلى الساحل. ولما وصلوا بحري قرطسا قليلاً، واتجهوا نحو الغرب لم يجدوا ماءً يكفي لسير سفينتهم فحاروا وقلقوا؛ ولكن الله مُحب البشر الذي حفظ بني إسرائيل من أعدائهم، وفتح لهم في البحر الأحمر طريقاً وأجازهم، قد حفظ جسد هذا القديس من مُبغضيه وأظهر آيةً، بأنْ جعل السفينة تسير في ماء قليل مقدار ستة أميال حتى وصلوا إلى الساحل. ومن هناك حملوه إلى دير الزجاج، ووضعوه في المكان الذي بناه له الأرخن دوروثيئوس، وصار بذلك فرح عظيم في مدينة الإسكندرية. وقد أجرى الله آياتٍ وعجائبَ كثيرة من جسده، وعَظَّم اللهُ القديسَ بعد مماته أكثر من حياته. صلاته تكون معنا، آمين].
القديس ساويرس الأنطاكي
في الصلوات الكنسية:
ويُلاحَظ اهتمام الكنيسة بالقديس ساويرس الأنطاكي حتى أنها وضعته في صدارة القدِّيسين الذين يُذكَرون في الصلوات الليتورجية بدايةً من تسبحة نصف الليل في مجمع القدِّيسين, حيث تضعه مع القديس أثناسيوس الرسولي وقبل البابا ديسقورس حامي الإيمان في الربع الـ 63؛ وهكذا تَجْمَع الكنيسة الآباء المُدافعين عن الإيمان، وبالأخص المعترفين الذين تعرَّضوا للنفي عن كراسيهم.
وورد ذِكْره في ذوكصولوجية باكر الآدام: ”البطريرك العظيم أبونا أنبا ساويرس, الذي أنارت تعاليمه المقدسة عقولنا“, ذاكرة إيَّاه قبل القديس البابا ديوسقورس. وفي صلوات القدَّاس يُقال مثلاً في تحليل الخدَّام القديس ساويرس قبل القديس أثناسيوس الرسولي!! وفي مجمع القدَّاس يُذكَر مباشرة بعد القديس مار مرقس الرسول.
وهُنا يطرح السؤال نفسه عن سبب وضع اسم القديس ساويرس الأنطاكي في صدارة أسماء القديسين، بل وقبل قديسين من القرن الرابع، وفي نفس الوقت قبل لاهوتيين عِظام مثل القديس أثناسيوس الرسولي, والقديس كيرلس الكبير, وبالأحرى قبل بطاركة الكرسي السكندري؟!
يرجع ذلك إلى رهبان دير القديس أنبا مقار حيث دوَّنوا أسماء آباء شيهيت العظام في القداس القبطي في الصلاة المعروفة بالمجمع. وإنَّ نوع وكيفية ترتيب أسماء القديسين في المجمع الذي يتلوه الكاهن في القداس يكشف بصورة واضحة عن قصة هذه الترتيبات واتجاهاتها التاريخية. فمثلاً القديس ساويرس يُذكَر في القداس قبل القديس أثناسيوس الرسولي, وهذا يرجع إلى الصلة الوثيقة التي قامت بين القديس ساويرس ودير أنبا مقار(1).
ولكن يُعلِّق الأب متى المسكين على ذلك أسفل صورة لمخطوطة تحوي أسماء البطاركة وتنتهي باسم القديس ساويرس الأنطاكي فيقول: ”المجمع ينتهي بساويرس الأنطاكي, وهذا وضعه السليم وليس قبل أثناسيوس“(2).
رهبان دير القديس أنبا مقار وتكريمهم
للقديس ساويرس الأنطاكي:
هناك ما يُشير إلى رهبان دير أنبا مقار في إضافة اسم البطريرك الأنطاكي, وكان ذلك خلال القرن السابع أو بعده بقليل. ويظهر ذلك بوضوح في احتفال الكنيسة بأكثر من ذكرى للقديس ساويرس كما يُخبرنا السنكسار. ولعل هذا بسبب القديس أنبا يوحنا أسقف ”البُرُلُّس“ (550-640م)، وهو أول مَن جمع سِيَر الشهداء والقديسين لتُقرأ في الكنيسة. وتُشير إليه إبصالية الشهيدة دميانة بصفته جامع سِيَر الشهداء والقديسين فتقول الإبصالية: ”يوحنا أسقف مدينة البرلس أخبرنا باجتهاد بكرامة هذه العذراء قائلاً: "قد ابتهجتُ لمَّا وجدتُ الجهاد الحسن الذي للشهيدة المختارة القديسة دميانة"“(3). وكان هذا الأسقف القديس أحد أبناء دير القديس أنبا مقار.
كما توجد إشارات واضحة وقوية للقديس ساويرس الأنطاكي في كتاب تاريخ مصر ”ليوحنا النقيوسي“، وهو أيضًا من أبناء دير القديس أنبا مقار. ويُسجِّل في تاريخه أحداثاً هامة عن حياة البطريرك ساويرس الأنطاكي مثل: هروبه إلى مصر، ومساعدة الإمبراطورة ثيئودورة له وميلها إلى الإيمان بالطبيعة الواحدة للسيد المسيح, كما يُشير في أحد الأبواب إلى اتفاق أحد الأساقفة مع إيمان البطريرك ساويرس والبابا ثيئودوسيوس (الـ 33), مُقدِّماً القديس ساويرس على البطريرك السكندري(4). ولقَّبه رهبان الدير في إحدى المخطوطات بـ ”العظيم في البطاركة“(5).
الهروب إلى مصر:
وسبب ارتباط رهبان دير أنبا مقار بالقديس ساويرس الأنطاكي أنه وَفَد إلى مصر هارباً من الإمبراطور يوستينوس الأول (527-565م), والذي كان من المُتعصِّبين لمجمع خلقيدونية, ويَعتبر نفسه رئيساً للدولة والكنيسة في آنٍ واحد. فاتَّخذ لنفسه الحق في عَزْل الأساقفة وتعيين آخرين بدلاً منهم؛ بل كان يدعو لعقد المجامع ويوافق على قراراتها ويلغي البعض منها حسبما يروق له.
أما زوجته الإمبراطورة ثيئودورة (527-548م) فكانت تؤمن بطبيعة المسيح الواحدة، وكانت تُخفِّف وتُهدِّئ من غضب زوجها وتَحدُّ من اضطهاده قدر استطاعتها. وكان لها دورٌ أساسي في هروب القديس ساويرس من ملاحقة الإمبراطور له.
وظل القديس ساويرس فترة حُكْم الإمبراطور يوستينوس الأول في مصر, وكان يُدير شئون الكنيسة عن طريق نوابه، وإرسال الرسائل والكتب لتثبيت الشعب ودحض البدع والهرطقات. وكتب للرهبان (في سوريا)، بعد أن عَلِمَ أنهم كانوا مضطَهَدين: ”أنتم أعمدة وسند مدينة الرب, فإذا كنتم أنتم الأعمدة قد اهتززتم ورُفعتم من مكانكم، فماذا يكون علينا أن نتوقع بعد, إلاَّ أن يكون هناك عقاب الله والأهوال العظيمة التي لا يمكن أن نتفاداها!“(6).
وكانت فترة هروب القديس ساويرس لمصر من بطش الإمبراطور خلال حبرية البابا تيموثاوس الثالث الـ 32 (518-536م). وكان في ذلك الوقت دير القديس أنبا مقار مركزاً للعلوم الكنسية بعد اندثار مدرسة الإسكندرية اللاهوتية واتجاه الكثير من علمائها لحياة الرهبنة, وتأثُّر الرهبان به كمدافع عن الإيمان الأرثوذكسي.
صلاة القديس ساويرس تُحوِّل
بئر الماء المالح إلى ماء عذب:
كما تأثَّر رهبان دير أنبا مقار أيضاً بالمعجزات التي رأوها تجري على يديه. وتروي السيرة أنَّ القديس ساويرس مضى إلى دير القديس أنبا مقار وكان هناك راهبٌ قديس من أهل الصعيد اسمه مكاريوس. وكعادة البطريرك الأنطاكي كان يزور الأديرة متخفِّياً في زِيِّ راهب بسيط, لكن مكاريوس الراهب قد عرفه وقدَّم له الإكرام اللائق, وطلب منه أن يُصلِّي على بئر ماء (يُقال له: ”بئر مكاريوس“) يشرب منه الإخوة ولكنهم يتعبون من ملوحته. فقال الأب البطريرك للشيخ: ”إن صلاتك، يا أبي، قادرة أن تجعل هذا الماء عذباً“. فأجابه الشيخ: ”بل صلواتك أنت، يا سيدي، المقبولة أمام الله قادرة أن تجعل هذا الماء حلواً“. حينئذ طلب منه القديس ساويرس أن يُلقي بالماء الذي يتبقَّى في الصينية بعد غسلها في نهايـة القداس في البئر، فيصير الماء حلواً بـأَمر الله. وببساطة إيمان أطاع هذا الشيخُ القديسَ ساويرس، فصار الماء حلواً (إذا كان فعل الماء المتبقِّي من غسل الأواني المقدسة صيَّر الماء المالح ماءً عذباً، فكم بالحري يكون فعل جسد ودم ربنا يسوع المسيح في النفوس).
البطريرك الأنطاكي يدحض بدعة:
بعدما التجأ القديس ساويرس الأنطاكي إلى مصر بعد نفيه عن كرسيه عام 518م, كان يتنقَّل بين الأديرة متخفِّياً، يُشدِّد الرهبان ويُثبِّتهم على الإيمان الأرثوذكسي.
وحين بلغ دير القديس أنبا مقار، قاومه بعض المنشقِّين وضربوه وقيَّدوه بالحبال(7)، واحتفظ دير أنبا مقار بهذه القيود(8) (لا يوجد أثر لها الآن). وهؤلاء كانوا من أتباع يوليانوس (أسقف يوناني خلقيدوني مطرود من كرسيه)، وتقابَل هذا الأسقف مع القديس ساويرس في دير الزجاج، وهناك اختلفا في طبيعة جسد المسيح, لاعتقاد يوليانوس في قابلية طبيعة جسد المسيح للفساد وإلاَّ ما كانت تقع عليه الآلام.
فقام القديس ساويرس الأنطاكي بمقاومة هذه البدعة, ووضع في الأجبية في صلاة الساعة السادسة جملة تَرُدُّ على هذه الهرطقة: ”نسجد لشخصك غير الفاسد أيها المسيح إلهنا“(9).
بقية أخبار القديس ونياحته:
ذكرنا هنا ما يخصُّ نقل جسد القديس ساويرس, وعلاقة القديس بدير أنبا مقار؛ أما عن نياحته وبقية أخباره, فيمكن الاطِّلاع عليها في السنكسار تحت يوم 14 أمشير, 2 بابة.
بركة صلاته تكون معنا، آمين.
(1) القمص متى المسكين، ”الرهبنة القبطية في عصر = = القديس أنبا مقار“، مطبعة دير القديس أنبا مقار، الطبعة الثانية 1984، ص 542.
(2) القمص متى المسكين، ”الإفخارستيا والقداس“، الجزء الأول، مطبعة دير القديس أنبا مقار، الطبعة الأولى 1977، ملزمة صُور المخطوطات.
(3) الراهب القس أثناسيوس المقاري، ”فهرس كتابات آباء الإسكندرية باللغة القبطية“، مطبعة دار نوبار، الطبعة الأولى: يوليو 2006، ص 332.
(4) دكتور صابر عبد الجليل، ”تاريخ مصر ليوحنا النقيوسي“، الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، بدون رقم للطبعة 2009، من الباب 31-34.
(5) مخطوطة رقم 18 سِيَر - دير أنبا مقار.
(6) يوسف حبيب، ”البطريرك القديس أنبا ساويرس الأنطاكي“، 1969، ص95.
(7) حسب ما ذكره السنكسار الإثيوبي.
(8) د. منير شكري، ”أديرة وادي النطرون - تاريخها وعمارتها“، دير السريان، بدون رقم للطبعة 2008، ص 169.
(9) ”الرهبنة القبطية في عصر القديس أنبا مقار“، مرجع سابق، ص 416.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس ساويرس البطريرك الأنطاكي - يوسف حبيب
مجىء البطريرك الأنطاكي القديس ساويرس الى مصر
تاريخ رحلة جسد القديس ساويرس الأنطاكي بين كنيسة الأسكندرية والكنيسة السريانية
النار ملفوفة بالأقمشة واللهيب يرضع حليب العذراء . القديس العظيم ساويرس الأنطاكي
من هو الإمبراطور الذي اضطهد القديس ساويرس الأنطاكى؟


الساعة الآن 07:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024