رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وهم البطولة
جاء في الإنجيل المقدس: متى 26 31 حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «كُلُّكُمْ تَشُكُّونَ فِىَّ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ الرَّعِيَّةِ. 32 وَلكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ». 33 فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «وَإِنْ شَكَّ فِيكَ الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ أَبَدًا». 34 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ دِيكٌ تُنْكِرُني ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». 35 قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ!» هكَذَا قَالَ أَيْضًا جَمِيعُ التَّلاَمِيذِ. نسمع كثيرًا عن شهداء المسيحية الذين قُتلوا مجرد لأنهم لم يُنكروا ايمانهم، لم يشتركوا في حرب ولا فعلوا شر معين، مُجرّد انهم وُضِعوا امام السيف وكان السؤال: المسيح أم حياتك؟ وكان الجواب: المسيح، فكان الموت هو مكافأتهم ليقول لهم السيد المسيح "هنيئًا للمُضطهَدينَ من أجلِ الحق، لأنّ لهُم مَلكوت السّماوات.". وبيننا وبين انفسنا، او على شاشات التلفاز والانترنت، كثيرًا ما نسمع تصريحات من مسيحيين انهم مستعدين للموت ولا أن يتركوا ايمانهم... وفي لحظة... نصدق هذا الكلام وننخدع به... نعم، أقول هذا الكلام لأنه وهمٌ صدقناه... ها نحن اليوم نقدّم لكم بطرس، الصخرة، الذي قال عنه المسيح انه يبني كنيسته عليه وقوات الجحيم لن تقوى عليها... بطرس، هامة الرسل... التلميذ الغيور، صاحب المواقف الجريئة، يمشي على الماء مع المسيح، ضرب اذن الخادم يوم اعتقال المسيح، والذي قال "إلى من نذهب يا سيد، وكلام الحياة الأبدية عندك؟" عندما رحل كل الذين تبعوا يسوع وتخلّوا عنه. ها هو الآن يقدم تصريح خطير: لو تركوك كلهم، فأنا لن أتركك. حقًا يا بطرس؟ لن تنكرني؟... حقًا يا رامي، يا زينا، يا سعد، يا سيف، يا رنا، يا ـــــ(ضع اسمك هنا)ـــــ، لن تتركونني؟... نعم يا رب، لو تركوك كلهم انا لن اتركك... احبتنا، دعونا نخبركم بأمر بسيط جدًا، يقول السيد المسيح "من كان أمينًا على القليل، كان أمينًا على الكثير. ومن أساء الأمانة في القليل، أساء الأمانة في الكثير"... تريد ان تموت ولا تترك ايمانك؟... كيف تعتقد انك ستصل إلى هذه المرحلة وانت غير مستعد أن تموت عن شهواتك؟... كيف لا زالت الخطايا المخفية تُخضِعك وكأنها هي سيد حياتك... كيف ستضحي بحياتك، إن كنت لا تريد ان تضحي ولو بمبلغ بسيط من المال لمساعدة اخيك، او لخسارة تجارية ناتجة عن نزاهتك وقولك الحق؟... كيف ستكون امين على إيمانك لحظة الموت، وانت لست أمينًا عليه طول الحياة... أصحى من نومك!... بطرس، هذا نفسه الذي قال "ها نحن تركنا كل شيء وتبعناك"، هذا نفسه لم يستطع ان يضع حياته بدلًا من ايمانه، فأنكر المسيح... فماذا تتوقع ستفعل انت؟!... مع الأسف احبتنا، ان وهم البطولة هذا يجعلنا نفتخر، ولكن بماذا؟... ليس الفخر بالمسيح، بل الفخر فينا وفي تصريحاتنا... وقد نقولها بدمعة العين: اموت ولا اترك المسيح، ولكن حقيقتي تكون غير ذلك، فأنا مخدوع بنفسي وبكبريائي. نعم، كثيرًا من المسيحيين ماتوا بسبب اسم المسيح، وهؤلاء كلهم سينالون مكافأتهم بحسب وعد السيد المسيح لهم؛ ولكن، لو كانوا قد أعطوا الإختيار، من منهم كان سيمضي حتى النهاية؟... وكيف نمضي حتى النهاية، ونحن لا نريد حتى ان نبدأ البداية؟... لقد احببنا الخطيئة، واهنّا القداسة، في ابسط امور حياتنا، فكيف نصرح بغباء ونقول اننا مستعدين للموت ولا ان ننكر المسيح؟... الأمين في القليل، أمين في الكثير. اهتم بأن تكون امينًا على القليل الذي بين يديك الآن، وإلا لن تتمكن من ان تكون أمينًا على الكثير. كل من فضّل الموت ولا يُنكر ايمانه بحق، هذا كان قد مات مُسبقًا عن نفسه في الحياة، فالسيف لم يكن سوى الإعلان الجسدي المادي عن هذا. يقول الرسول بولس "مع المسيح صُلِبت، فما أنا أحيا بعدُ، بل المسيحُ يَحيا فيّ." فهو بايمانه بموت سيده، مات هو عن ذاته، حيث يقول ايضًا "وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياءُ فيما بعدُ لا لأنفسهم، بل للّذي مات لأجلهم وقام."... فلكي يحيا الأموات في الأبدية، عليهم ان يموتوا وهم احياء عن نفسهم وذاتهم. ونشكر الله من أجل نعمته العظيمة، إذ أن بطرس نال اكليك الشهادة في النهاية، وعندما حانت اللحظة لم يُنكر سيده. احيانًا كثيرة يحمينا الله من الوصول الى هذه اللحظة، لأنه يعرف مُسبقًا ما في داخلنا، فهو يُمهلنا برحمته لكي نصحح حياتنا ونتوب (نموت) عن ذاتنا، نكون أمناء على القليل، فنصير أمناء على الكثير. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
البطولة |
البطولة ادب |
البطولة |
البطولة |
البطولة |