شهيد المنصة

[walaa farouk]

في يوم 6 اكتوبر هذا العام بيمر 35 سنة على "شهيد المنصة" أنبا صموئيل الأسقف والشهيد
لم يكن هناك شخص يتوقع ما حدث اثناء استعراض احتفال انتصار اكتوبر فى عام 1981 كان الانبا صموئيل مدعواً لحضوره وله مكان علي المنصة الرئيسية ولما وصل الي المكان اختار الصف الخلفي علي ان الرئيس السادات ما كاد يلمحه حتي اشار اليه واجلسه خلفه مباشرة .
وبدا الاستعراض وفجاة قفز ضابط وقفز خلفه غيره وصوبوا مدافعهم الرشاشة علي الرئيس والمحيطين به فانبطح رجال الجيش بحركة الية تبعاً لما تدربوا اما الانبا صموئيل فظل واقفاً بوصفه اسقفاً وسليلاً للشهداء الا ان يظل منتصباً فصوب مغتالو الرئيس مدافعهم الرشاشة عليه فسقط مضرجاً بدمائه الطاهرة ونقل مع غيره الي المستشفي.
ولقد شهد الاطباء بالمستشفي الحربي الذي نقل اليه انبا صموئيل عقب حادث اطلاق الرصاص علي منصة الاستعراض العسكري انه عند وصوله نطق باربعة عبارات
" ازاي الريس السادات... رقم تليفون اخي (كذا) .....رقم تليفون اسقفية الخدمات (كذا)...انا عندي سكر واخر تحليل كان 150" وهكذا كان رجل الجميع والعقل الواعي لكل الظروف حتي اخر لحظة في حياته.
ولكنه استودع روحه الامينة في فاديه الحبيب في غروب ذلك اليوم نفسه وهكذا انتهت حياته الغالية بالاستشهاد لكي يتضاعف اجره عنده ذاك الذي لاينسي كاس ماء بارد اعطي باسمه.
ولمن لا يعرف سيدنا الانبا صموئيل الاسقف العام...
قبل رهبنته كان اسمه الشماس سعد عزيز ساهم فى افتتاح مدرسة اكليريكية في العاصمة اديس ابابا وسافراليها ضمن بعثة من ثلاثة كانت اولي البعثات القبطية
تمت رسامة سعد عزيز بصورة معجزية بيد رجل الله المتوحد مارس سنة 1948 باسم الراهب مكاري او الحقير مكاري كما كان يلذ له ان يدعو نفسه ويذيل كل خطاباته
نجح القمص مكاري فى اول انفتاح للكنيسة القبطية على العالم بعد قرون طويلة من العزلة شارك فى وفد الكنيسة القبطية الي الاجتماع الثاني للجمعية العامة لمجلس الكنائس العالمي الذي عقد في مدينة ايفانستون بالولايات المتحدة الامريكية
انشىء اول كنيسة في امريكا وجاءت المبادرة من سفير مصر في امريكا –الدكتور احمد حسين
وصار بحق اب المغتربين كل المغتربين وراعيهم الصالح الامين يعرف كل واحد منهم باسمه ويعرف عنه الكثير من دقائق حياته ويشاركه افراحه واحزانه
كان صاحب الفضل الاكبر فى تطوير الكلية الاكليريكية فقد قام بنقلها من مقرها القديم في مهمشة لتشغل الدور الاول من مبني الانبا رويس (المقر الباباوي حالياً)
ساهم في تنمية برامج معهد الدراسات القبطية وسائر اقسامه مثل قسم الموسيقي والالحان وقسم الفن وقسم الدراسات الافريقية ...وغيرها وانشا معهد ديديموس للمكفوفين وجهزه بمكتبة عامرة بكتب البرايل كما زوده بمطبعة صغيرة واصدر مجلة للمكفزفين بالحروف البارزة باسم مجلة ديديموس
من العلامات المميزة في حياة الانبا صموئيل صلته الفريدة بمثلث الرحمات البابا كيرلس السادس بدات هذه العلاقة قبل ان يرسمه راهباً بيديه الطاهرتين حين كان القمص مينا المتوحد ونمت وتوطدت علي مدي الايام حتي نياحته فقد كان معلمه الاول ورائده في حياة الرهبنة واباه في الاعتراف وعندما تم اختياره لاعتلاء الكرسي البابوي صار واحداً من سكرتيريه الاربعة حتى اختاره البابا كيرلس السادس ليكون اول اسقف لاسقفية الخدمات العامة والاجتماعية والشئون المسكونية باسم الانبا صموئيل
كان في كل يوم يؤكد شعار خدمته ورسالته وهو ان تكون خدمة للجميع بغض النظر عن الجنس او اللغة او الدين كان ايجابياً في خدمته
كان يهتم اهتماماً بالغاً باحتياجات المرضي ويتابع حالاتهم بكل عطف وعمل علي تكوين جماعة تسمي "جماعة اخوة الكادحين" هدفها الامتداد بكافة الخدمات الاجتماعية
الخدمة الخاصة بجامعي القمامة والتي تستهدف تحسين احوال معيشتهم فقد حظيت بالقسط كان يؤلمه ان يرى جامعى القمامة يسكنون في عشش بداخلها زرائب (حظائر) الحيوانات ويقومون بفرز القمامة التي يجمعونها في احواش عششهم وظل يحاول جاهداً لتحسين اوضاعهم باسكانهم في بيوت منفصلة عن حظائر الحيوانات وبعيدة عن اماكن فرز القمامة واستبدال عربات نقل القمامة التي تجرها الدواب مكشوفة في الشوارع باخري حديثة
نالت الاحياء الشعبيةنصيبها من رعايته فزودت بالخدمات التي تهدف الي تطوير الانسان نفسه
هذا قليل من كثير لايمكن ان تحتويه هذه كلمة فالانبا صموئيل اول من اهتم بمحو الامية وهو بحق ابو مشروع محو الامية فى مصر
ولتكن بركة صلواته مع جميعاً امين...