15 - 05 - 2012, 09:57 PM
|
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
عنقود العنب
لم يكن اوان العنب ..
ولكن الراهب المكلف بالزراعة شاهد عنقودا يظهر مبكرا فى غير اوان الثمر ..
اقبل اليه فرحا قائلا فى نفسه :
سوف اقدمه هدية الى ابينا القديس الذى يتعب معنا
لا شك ان ابى القديس الانبا مقار سيسر بهذا ..
واخذه مسرعا ، حيث قدمه للقديس وشكره ابو مقار على محبته !
وهم القديس مقاريوس ان يلتقط واحدة من حباته ولكن سرعان ما كف عن ذلك وقال فى نفسه :
هذا العنقود يكون من نصيب الاخ المسن والمريض انه احوج اليه منى .
وبسرعة حمل العنقود ، ليطرق باب الراهب المريض ويشكر الراهب لابيه القديس محبته .. وتأمل الراهب المريض العنقود وهم ان يلتقط واحدة من حباته وفجأة يتوقف ، فقد فكر فى راهب مبتدئ حديث الرهبنة وقال فى نفسه :
اخى الراهب المبتدئ يسر جدا بعنقود عنب فى غير اوانه ، ربما يسعده هذا .. فهو بعد لم يعتد حياة التقشف انها هدية محبة ، سوف تفرح قلبه .
وحمل العنقود مسرعا الى اخيه الراهب الذى شكر لزميله محبته التى لا تطلب ما لنفسها
وهكذا ظل عنقود العنب ينتقل من راهب الى اخر .. حتى كان نهاية المطاف فقد قال الراهب الذى وصله العنقود بعد رحلة طويلة وهو لا يعلم
ان هذا العنقود جدير بأبى القديس مقاريوس
كم يتعب معنا ، ويسهر على راحتنا
سوف اقوم بسرعة واقدمه عربون صغير لمحبته الواسعة ..
وحالما رجع العنقود الى القديس ابو مقار ، حتى امر ان يدق الجرس ليتجمع الاباء الرهبان ووقف ابو مقار فرحا فخورا بأبنائه فى وجه ينم عن بشاشة وغبطة .. وقال للرهبان اشكر الله لانه حيثما توجد المحبة ، المحبة التى لا تطلب ما لنفسها يوجد السيد ، ويسكن المسيح ، الان اوقن ان ربنا يسوع المسيح يعيش بيننا ، فلتعظم المحبة بيننا .
لقد ذكر لهم رحلة هذا العنقود ..
الذى دخل التاريخ من باب عظيم ، باب المحبة التى تنكر نفسها ..
يهيأ لى ان هذا العنقود بعد رحلة طويلة قد زاد وزنه .. فلقد كان قبلا مجرد عنقود عنب ظهر فى غير اوان الاثمار .. اما الان فقد صار عنقود عنب مضافا اليه المحبة فى ثقلها ومجدها ، المحبة التى لا تطلب ما لنفسها
|