الله هو الثابت الوحيد وسط نسبية الاراء وعشوائية الحياة دي

[walaa farouk]

الفترة الاخيرة وسط ضغط الظروف ومطحنة الافكار الشكوكية -والانتحارية احياناً- كان كتير بييجي في بالي السؤال ده وبلاقي اجابته شبه مستحيلة .. "هو انا ليه مكمل؟ ليه بعافر وماشي رغم صعوبة وكآبة الدنيا حوليا؟ ليه اصلاً عايش؟ هوصل لإيه يعني في الاخر؟ ولو في حاجة قدام ممكن اوصلها.. هل فعلاً تستاهل المعافرة والبهدلة دي؟ "
وفضلت ادور شوية عن رأي الناس بإختلاف ثقافاتهم عن معنى الحياة..
اللي يقولك كلمتين حماسيين.. نظام "انت تخلق الهدف من حياتك !! وانت تقدر توصل ليه !! " وجو حماسي من بتاع التنمية البشرية ده مقدرتش ابلعُه الصراحة..
واللي يوصل انه الهدف هو انت ومُتعتك الشخصية وانبساطك بس.. فا عيش وانبسط وصاحب واستمتع لان ده اقصى حاجة ممكن تعملها ..
واللي كان جرئ شوية وقال "الهدف -حتى ولو وهم- هو كل ما يمنعك عن الانتحار". وكأنه حاجة انا بتخيلها او بخلقها عشان اكمل عايش وخلاص..
والاخير اللي قالها واضحة "مفيش هدف.. الكل عشوائية وعبثية ومحض الصدفة مش اكتر.. "
وبعد شوية تدوير ولف بين الناس وارائهم اتضحلي ان علاقتي بالله مش زي ما ناس كتير شايفة؛ مجرد صديق خيالي بكلمُه عشان ارتاح واهدا وقت الالم. الله بالنسبالي بقى ضرورة حتمية اني اكمل حياتي.. الله هو الثابت الوحيد وسط نسبية الاراء وعشوائية الحياة دي.
وعلاقتي معاه مش مجرد عبادة ترضي احتياج غريزي عندي للمطلق او راحة نفسية بأن في حد بيسمعني وانا لوحدي وخلاص؛ الموضوع اتقل اعمق من كدة بكتير.. الموضوع بقى في هدف وجودي ومعنى اي حاجة بعملها او بفكر فيها.. من الاخر استمرارية حياتي بقت مربوطة بوجود الشخص ده، كل حاجة تُقع وتبقى وهم لو هو مش موجود.
من الاخر.. عايز تربط هدف حياتك بحاجة من تأليفك يدوب تمنعك عن الانتحار وتديك دافع تكمل وانت متألم انت حُر، بس خليك امين مع نفسك واعرف ان دي مش حاجة مش ثابتة تبني عليها حياتك، دي حاجة (من تأليفك انت).
واعرف برضو انك لو عايز تشيل الله من الحسبة انت حر طبعاً؛ بس لو سمحت وانت بتعمل كدة.. شيل معاه كل معني وهدف ومفهم للخير والشر .. شيل كل دافع وهمي مخليك مكمل الحياة.. لأنها هاتبقى عبث في الاخر، وهايبقى قدامك حاجتين، يا تاكل وتشرب وتمارس الجنس لحد ما تموت، يا تموت دلوقتي وتخلص، لأنه في النهاية النتيجة واحدة، العدم!
اتضايقت شوية.. ؟! وانا كمان صدقني وانا بتخيل كدة ان ممكن حد يفكر او يعيش العدمية بالشكل ده.. عايش من غير رجاء.. من غير هدف.. من غير معنى.. الكل نسبي وعشوائي ومحض الصدفة.. شعاره "انا الهدف وبس.. أنا عايش لمُتعتي وبس.. "
والمؤسف انك لما تمشي في السكة دي هاتكتشف مع الوقت ان كل حاجة بتُقع تدريجياً من حياتك (حتى لو من بره ناجح ومُنتج ومُثمر) لأنه ببساطة الارض الثابتة اللي بتقف عليها اتشالت خلاص. كل نور ودفا اتشال خلاص.. واديك مكمل في الحياة عشان تستمتع بنفسك ولنفسك او لانك ببساطة اجبن من انك تنهي حياتك لما كل حاجة وقعت منها..
واول ما توصل للنقطة دي؛ حيث لا معنى ولا هدف ولا خير او شر ولا محبة ولا علاقات حقيقية ولا نظرة للمستقبل ولا يقين بعد الموت او رجاء .. النقطة اللي فيها الكل بهتان .. الكل ساكت .. الكل بينهش في اللي حواليه بحثاً عن المتعة الانانية .. الكل حيوانات مفترسة يتغذوا على لحوم بعض.. ساعتها اسمحلي اقولك مبروك.. انت وصلت "الجحيم".