رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف يتبرر الإنسان عند الله؟ .. هوذا نفس القمر لا يضيء، والكواكب غير نقية في عينيه، فكم بالحري الإنسان الرّمة، وابن آدم الدود؟ ( أي 25: 4 - 6) نعم، إن ما يظهر للعين البشرية أنه يستحيل أن يتبرر الإنسان عند الله. «هل يُغيِّر الكوشي جلده أو النمر رُقطه؟». «مَنْ يُخرج الطاهر من النجس؟ لا أحد!». هل يستطيع عبد يصرف كل وقته في العمل المُتعب في خدمة سيد قاسي، أن يربح فداءه؟ هل يستطيع الإنسان أن يهرب من عبودية الخطية؟ هل يسمح له الشيطان بالتحرر؟ هل يمكن للإنسان أن يمكر على إبليس؟ هل يستطيع، بعد أن اقتنصه لإرادته، أن يُحاربه وينتصر عليه؟ هل يمكن أن يسمح الحراس الأعداء لأَسرَاهم أن يهربوا؟ هل ذلك «القتَّال للناس من البدء» قد ترك لفريسته سلاحًا يمكن أن تستعمله وبه تتمكن من الهروب؟ إن الإجابة على جميع هذه الأسئلة هي بالنفي. إنه لا رجاء للخلاص موجود في الإنسان الساقط. فاستعماله لكل قوته، واستخدامه لكل علمه لا يمكنه من أن يتبرر عند الله. لا يوجد علاج يأتي من الداخل. لا إصلاح يُرجى من جانب الإنسان. لا من الفرد ولا من الجنس البشري عمومًا. إن الكلام عن التقدم نحو الصلاح، نحو الفضيلة والقداسة، إن هو إلا خُرافة وضلالة من الشيطان الذي هو «كذاب وأبو الكذاب». فماذا إذًا؟ هل سقوط الإنسان عديم الرجاء بالمرة؟ ألا يوجد مَنْ يريد أن يفدي عبيد الشيطان، وفي الوقت نفسه يستطيع ذلك؟ ألا يوجد البتة مَنْ يستطيع أن يسلب الغنيمة من القوي؟ ألا يوجد على الإطلاق طبيب يمكنه أن يشفي جُرح الجنس البشري المُميت؟ تبارك اسم الله، لقد تلقى أيوب أجوبة مُقنعة لهذه الأسئلة ولو أنها ليست بنفس الوضوح والتفصيل الذي نجده في العهد الجديد. فأولاً يقوده روح الله لأن يقول: «أما أنا فقد علمت أن ولييِّ (فاديَّ) حيٌ»، ثم بعد ذلك يتكلم معه أليهو عن «مُرسلٌ، وسيطٌ واحدٌ من ألف» حتى يمكن أن الله يتراءف عليه ويقول (للوسيط): «اطلقه عن الهبوط إلى الحفرة، قد وجدت فدية» ( أي 19: 25 ؛ 33: 24). ولا شك أن أيوب ألقى بنفسه بالإيمان عند قدمي ديّانه في حالة النَدَم والتوبة. وهذه هي الطريقة الوحيدة التي بها يمكن أن يتبرر الإنسان عند الله. |
|