رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
هذه هي أعجوبتُك الأولى يَجترحها المسيح في حياتك لكي يهبها طابع الجمال ويغمرها بنوره الإلهي الذي فوق أضواء الكون، فيطالب قلبك، يوماً، بشمسه المشرقة، فيجدُ حبَّه محفوراً على صورة حياتك… لقد جُنَّ سراجك بالنور. في قلبه غيَّر الماء جوهره إلى مادة تشتعل… نوره أُغنية في اللّيل، والدّير قد غشيه الظّلام والسّكون. وحده سيِّدك هو السّاهر المهيمن على الأزل والأبد. أُذنك تُرهف لسماع وقع خطواته قربك، بينما هو ينتظرك في فجر الصّباح، تتدفّق أناشيده مع دفقات النّور وبهجة الظّهيرة… مثل دوحة على جبل، غذاؤك طيوب الأرض ونور الشّمس… طيوب ونور! هذا ما ستَلتحف به صومعتك على قمّة عنّايا، وهذا ما ستترامى به صلاتك تحت كل كوكب، مثلَ سلك خفي يصل أفكار الناس بفكرتك، ويربط ميولهم بميولك، فينظرون إليك كنبيّ يرفع أرواحهم بعزم روحه ويطوف بـها بين النّجوم والكواكب… أمّا سماء حبيبك الإلهي فهي في قلبك الذي تتفتح أكمامه بحب وجمال وفرح… على نور مصباحك السّاهر، يخال لك أن الشُّموس جميعاً تخفق في روحك، وأنّ صلاة القدّيسين وأناشيد الملائكة تنبجس من شفتيك مثل مياه طافحة، وأنّ الزّهور والعناقيد تنمو في كيانك، وأنّ ربيع الرياض والسواقي تتصاعد من أحشائك ومن سطور شحيمتك كالبخّور، وأنّ روح الكائنات تعزف في أفكارك مثل مزامير داود وأناشيد سليمان، وطيف حبيبك يمرّ على شرفات الليل فتناجيه ووجدانك طافح بالغبطة، خاشع بالصّلاة، عابق بالنعمة، طليق بالحريّة الإلهية… سِرْ، يا شربل، على نور المشعل الذي وضعه المسيح في يديك. سِرْ بنور الحقّ الذي لا تطفئه الأهوية ولا ينضب فيه الزّيت، فزيته مكوَّن مما تبلور وتجوهر من عناصر الشّمس السّرمدية التي تلفّ الوجود والقلوب والأرواح، كما يلفّ الربيع الأشجار والأزهار بمائية الحياة. إن السّماء مفتوحة لمن يطرقها بيمين الإيمان، وفي يساره مشعل المحبة والرّجاء… سيرافقك سراجُك العجيب إلى الصّومعة ويراقبك تقاسي ألمَ الجوع وحرقة العطش وكآبة الوحدة وهولَ الإنفراد. ستعلم أن من لا يشعل سراجه بزيت القداسة لا يرى في الظلام سوى الظلام… هناك سيتجلّى حبك بكل ما فيه من النّور والنّار وستشعُّ لياليك بضوء أرحب وأعمق ممّا يظنّ النهار… |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سُحب موسمية |
زَيت |