رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
منذ زمن طويل جداً صنع الله السموات والأرض. في السماء كان كل شيء جميلاً مش رقاً سعيداً. وسكن الله هناك مع كل الملائكة. وكان الملائكة يترنمون اليوم كله. وفي أول الأمر، لم يكن أحد يعيش على الأرض. كانت الأرض باردة مظلمة، وساكنة جدّاً، وكان كل العالم تغطّيه المياه. ثم فكّر الله في أن يجعل الأرض أيضاً جميلة. وقال: " ليكن نور". وجاء النور في الحال، لأن الله أراد ذلك. وكل شيء يأمر به الله يحدث دائماً. بعد ذلك جاء المساء وحلّ الظلام ثانية. وهذا بالطّبع كان ما يجب أن يكون، لأن في المساء دائماً يحلّ الظلام. وقال الله: لنطلق على النور اسم " النهار" وعلى الظلمة اسم " الليل". وهكذا عرفتم الآن كيف وُلِدَ أول " نهار" وكيف انتهى بمجيء أول " ليل" هكذا كان اليوم الأول. في اليوم الثاني استمَّر الله في عمله لكي يجعل العالم كله جميلاً. فقال: والآن ليكن جَلَد ( أي سماء زرقاء) فوق الأرض. وما أن صدر أمره هذا، حتى كانت السماء الزرقاء موجودة في الحال. وكانت جميلة في زرقتها والسحب البيضاء تتحرك فيها. ثم جاء مساء ثانية وهكذا انتهى اليوم الثاني. في اليوم الثالث، نظر الله إلى الأرض ورأى أنها ما زالت تغطّيها المياه. فأزاح المياه بعيداً عن بعض أجزائها وجعل هذه الأجزاء يابسة. وقال الله: المياه تسمّى بحراً والأماكن اليابسة تسمى أرضاً. بعد هذا جعل الله كل أنواع النباتات تنمو على الأرض. صنع الأزهار والأشجار والأعشاب والقمح. الأزهار التي صنعها كانت جميلة للنظر، لأن ألوانها كانت متعددة ورائحتها الجميلة كانت منتشرة في الهواء في كل مكان. وكانت الأشجار تتمايل أغصانها محدثة حفيفاً سارًّا كلما مرّت بها الرياح. وهكذا لما جاء مساء اليوم الثالث كانت الأرض جميلة حقاً. في اليوم الرابع، جعل الله العالم اكثر جمالاً لأنه في ذلك اليوم صنع الشمس. في الصباح الباكر كانت الشمس منخفضة في الجو، ولكن بمرور الوقت أخذت ترتفع شيئاً فشيئاً حتى جعلت كل الأرض دافئة دفئاً يبعث على السرور. ومالت الأزهار برؤوسها الصغيرة نحو الشمس الجديدة وازدهرت بأكثر جمال في نورها الدافئ اللطيف. وعند حلول المساء، انخفضت الشمس شيئاً فشيئاً حتى اختفت عن الأنظار. على أن تلك الليلة لم تكن مظلمة تماماً، فقد كان هناك قمر في السماء. فإن الله كان قد صنع القمر أيضاً. وهناك على ارتفاع كبير كانت توجد النجوم المتلألئة من بعيد. وقال الله: من الآن فصاعداً يجب أن تشرق الشمس دائماً في النهار، وأن يضيء القمر في الليل. والآن عرفتم كيف أن الله في اليوم الرابع صنع الشمس والقمر والنجوم. في اليوم الخامس، صنع الله السمك في البحار والطيور في الفضاء. صنع الأسماك الكبيرة والأسماك الصغيرة، وجعلها رشيقة وجميلة ذات قشور تلمع بألوانها المختلفة تحت الماء. وكانت الأسماك سعيدة جداً لأنها كانت تستطيع أن ترقص وتعوم كما تحب في كل مكان. وأعطى الله الطيور ريشاً جميلاً ملوّناً بكل الوان قوس قزح، ومنحها أصواتاً حتى تستطيع أن تغرّد وهي تطير بين الأشجار. وعلّمها كيف تبني أعشاشها وأمرها أن تضع بيضها الصغير فيها لكي تفقس طيوراً صغيرة منها. وهكذا انتهى اليوم الخامس. وكان اليوم السادس، أكبر الأيام جميعاً. ففيه صنع الله أولاً جميع الحيوانات. صنع الخيول والبقر والأرانب والغنم. كما صنع أيضاً القطط والكلاب والفيلة والفيران. صنع كل شيء حيّ على وجه الأرض . ثم قال الله: " والآن سأصنع الإنسان، وهذا الإنسان سيشبهني". وهكذا صنع الله الإنسان الأول وسماه آدم. وقال الله: " يا آدم: أنا سأجعلك ملكاً على كل الأشياء التي صنعتها. فأنت ستتسلّط على الأسماك والطيور وعلى كل الحيوانات. كلها يجب أن تخضع لك وتطيعك. أما أنت فتخضع لي وتطيعني!" وأنصت آدم باهتمام وفهم جيّداً ما قاله له الله. وانقضى اليوم السادس، وفي اليوم السابع، استراح الله من عمله، لأنه في الأيام الستة كان قد صنع كل شيء. فلم يوجد شيء في كل العالم الاّ والله صنعه. كما أنه لا يوجد طفل صغير واحد في العالم إلاّ والله يعتني به ويحبّهُ. وأنتم ستتذكرون هذا دائماً. أليس كذلك؟ |
|