بأجساد نحيله وبطون خاوية اصطفوا ليشيدوا ويبنوا خارج الحدود. فى صحراء لا تفى لما يسيل عليها من عرق، تباينت الأجناس وتنوعت اللغات، إلا أن الذل وانتهاك الحقوق كان قاسماً مشتركاً يوحد الجميع فى إمارة قطر التى تفننت فى صناعة مجد زائف بأقل التكاليف، وبرعت فى تكميم الأفواه عبر الترهيب والترغيب وعبر شبكة ممتدة من الرشاوى لشراء الأقلام والتقارير وبيانات منظمات حقوق الإنسان المشبوهة التى لا تدين إلا بأجر ولا تشيد إلا بثمن.
من ملاعب الكرة التى تستعد لاستقبال بطولة كأس العالم لعام 2022، إلى مصافى النفط والغاز وصولاً إلى الفنادق التى لا تزال قيد الإنشاء يحتشد آلاف من العمال الأجانب الذين تنوعت هوياتهم ما بين يمنيين وهنود وبنغال، ليتحولوا فى غفلة من الجميع وصمت دولى مشترك إلى عمال بلا حقوق، لا تعرف مأساتهم طريقاً إلى منظمات العمل الدولية وبياناتها إلا نادراً ، ولا تذكرهم هيئات حقوق الإنسان و"هيومن رايتس ووتش" إلا لمراوغات رخيصة طمعاً فى المزيد من الرشاوى التى يقدمها تنظيم الحمدين.
ومنذ دخول الرباعى العربى خط مواجهة قطر ودورها فى دعم الإرهاب قبل أكثر من 3 أشهر، وإقدام كل من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين على فرض عقوبات اقتصادية للحد من قدرة الدوحة على تمويل الكيانات والتنظيمات المتطرفة، وتمسك نظام تميم بن حمد بمواقفه الرافضة للانصياع للمطالب العربية المشروعة والتى جاء فى مقدمتها تسليم الإمارة للمطلوبين أمنياً ووقف بث قناة الجزيرة الفضائية وغير ذلك من المطالب، دفعت العمالة الأجنبية فى قطر ثمن عناد تنظيم الحمدين غالياً عبر رواتب متدنية غير منتظمة وساعات عمل لا تعرف ما هو شائع بموجب القوانين الدولية وانتهاك دائم للحقوق وغياب لأبسط معايير السلامة والرعاية الصحية، وغير ذلك من شتى ألوان العذاب والمعاناة.