رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل ينبغي على المسيحيين أن يُسمّوا أطفالهم تيمناً بالقديسين؟ عندما وُلد ابننا البكر، بذلنا أنا وزوجي الكاتبان جهداً كبيراً لاختيار اسم له يكون صائباً ومميزاً. كان الأمر بالنسبة إلى زوجي الشاعر عبارة عن “تسمية حياة”. عبء الاختيار كان ثقيلاً علينا. وكنا نبحث في المكتبات وفي قوائم أسماء الأطفال الموجودة على الإنترنت. فقد أردنا لابننا اسماً مختلفاً وإنما ليس غريباً. وبعد أشهر من البحث في آلاف الأسماء، توصلنا في النهاية إلى أتيكوس ليفي الذي يشير إلى أتيكوس فينتش والشاعرالمفضل لدى زوجي لاري ليفيس. ولكوننا مسيحيين، وبما أننا علمنا أن العائلة ستسأل، حرصنا أيضاً على وجود القديس أتيكوس الذي نستطيع الإشارة إليه من باب الالتزام بالتقليد الكاثوليكي الذي يُلزم بتسمية الأطفال تيمناً بقديسين. والقديس الذي اخترنا اسمه لابننا كان راهباً ينسخ الكتب، فكان الخيار مناسباً لقيمنا ككاتبين وكاثوليكيين. عندما اصطحبنا ابننا للمرة الأولى للقاء جدة زوجي، وهي مهاجرة بولندية أمضت بعض الوقت في معسكرات الأعمال الشاقة قبل الهرب إلى أميركا، شجعتني حماتي على الكذب وإخبارها أن اسم الطفل كازيمير، لكنني رفضت. ولكن، يا ليتني أصغيتُ إليها! فالصراحة أدت إلى جدال دام ساعة مع مسنّة بولندية مصابة بمرض ألزهايمر رفضت أن تفهم الاسم الغريب الذي أطلقناه على ابن حفيدها. حاولَت لفظ الاسم بلكنتها واستغربته لأنه غير بولندي. وعندما تساءلت إذا كان اسم قديس، قلنا لها أنه يوناني. وبعد تجدد الجدال، وسؤالها مراراً وتكراراً عن اسم الطفل، قلتُ لها أن اسمه كازيمير. فهمست: “هذا اسم قديس بولندي جيد”. في الحقيقة، لم نُغير اسم ابننا، لكننا بعد هذا الحديث، بدأنا نحدّد الجذور الكاثوليكية لأسماء أولادنا بسرعة أكبر. كنت أقول للناس: “اسمه أتيكوس مثل أتيكوس فينتش والقديس أتيكوس، الراهب الذي كان ينسخ النصوص المسيحية في العصور الوسطى”. وفي تسمية طفلتنا الثانية، كانت ردة فعلنا مشابهة من خلال الدفاع عن اسم ابنتنا وربط اسمها الأوسط (داي) بخادمة الله التي سميت تميناً بها (دوروثي داي)، في مجهودٍ لضمان عدم استغراب أصدقائنا وأفراد عائلتنا المسيحيين لقراراتنا. وفي عيد الفصح من هذه السنة، وُلدت لنا ابنة، وبما أن الاسم الذي اخترناه لها لم يكن اسم قديسة، بدأت أبحث في قانون الكنيسة لأرى إذا كانت تسمية طفل تيمناً بقديس مفروضة كنسياً أم مجرد تقليد يتشبث به الكاثوليك. اكتشفتُ أن هذا الواجب الكنسي غير موجود. وهذا ما يعلنه مباشرة القانون الكنسي 855: “يجب على الأهل والعرابين والراعي أن يحرصوا على عدم إطلاق اسمٍ غريب عن الإدراك المسيحي”. ولكن، كيف ندافع عن خيارنا أمام أشخاص وضعوا مجموعة من التوقعات التي ثبّتها التقليد؟ طبعاً، لا ينبغي علينا ذلك. فلدينا أنا وزوجي الحرية لاتخاذ خياراتنا، ونحن نفعل ذلك كشريكين في الصلاة. ولكن، بما أنني أحترم تقاليد الذين سبقوني، أحب تقديم إجابة عن الأسئلة التي قد تُطرح بشأن الأرواح التي سميناها. أقول أن تسمية حياة فرصة عظيمة، لكن الفرصة الأعظم هي تربية طفلٍ يعرف الله ويفهم أن اسم الله وليس اسمه يشكل محور حياته. ككاتبين، أؤمن أنا وزوجي بقوّة الكلمات والتسمية. لهذا السبب، ستُعمَّد ابنتنا بعد شهرٍ باسم الله. اسمها ليس ماري أو كاثرين أو إليزابيث، لكن وعدنا هو الاعتراف بأن الله سماها باسمها وهي ملكه. ولو كانت جدّة زوجي الراحلة لا تزال حيّة، كنت سأكذب عليها لتسهيل الأمور. كنت سأقول لها أن اسم الطفلة ماريا أو فاوستينا أو جادفيغا لتفادي شجار غير ضروري مع مسنّة تقول لها تقاليدها أنه يجب تكريم قديس مع كل طفل. إذا كانت ترانا الآن، أرجو أن ترى أننا من دون اسم قديسة، سوف نبذل قصارى جهدنا لتُعطى ابنتنا جذوراً عميقة لكي تنمو في الإيمان. وعلى الرغم من أن أوديت ليس اسم قديسة معروفة، إلا أنه قد يصبح كذلك بعد نحوِ مئة عامٍ. |
|