تكلم الكاردينال Newman في وصفه لأهميه الأجماع الأبائي والفرق بينه وبين الأراء الشخصيه للأباء . أني اتبع الأباء القدماء , ليس علي انهم في موضوع معين لهم الثقل الذي يملكونه في حاله العقائد والتعاليم . رغم انه كذلك . فحينما يتكلم الأباء عن العقائد , يتكلمون عنها علي أن الجميع يؤمنون بها . فالأباء هم شهود الحقيقه ان هذه التعاليم قد استُلمت استلامًا , ليس هنا أو هُناك بل في كل مكان ونحن نستلم هذه التعاليم والعقائد التي يعلمون بها , ليس لمجرد انه يعلمون بها , بل لأنهم يشهدون أن كل المسيحين في كل مكان في عصورهم كانوا يؤمنون بها فنحن نتخذ الأباء كمصدر امين للمعرفه , ولكن ليس كسلطه كافيه في ذواتهم رغم انهم هم ايضاً سلطه , فلو انهم قالوا بهذه التعاليم نفسها وأضافوا قائلين : " أن هذه هي أراؤنا وقد استنتجناها من الكتاب الُمقدس وهي اراء صحيحه " , فأننا في هذه الحاله كنا نتشكك في استلامها علي ايديهم , وكنا سنقول ان لنا الحق مثلهم أن نستنتج من الكتاب كما فعلوا هم , وأن الأستنتاج من الكتاب هو مجرد اراء , فأن اتفقت استنتجاتنا مع استنتاجاتهم , فهذا يكون تطابقاً سعيداً معه , ولكن أن لم تتفق فاننا سنتبع نورنا الخاص , وبلا شك ليس هناك انسان , له الحق أن يفرض استنتاجاته الخاصه علي الأخر في أمور الأيمان . طبعًا هناك التزام واضح علي الجاهل أن يخضع لأولئك الذين هم أعلم منه , وهناك تناسب ولياقه أن يخضع الصغار الشباب مؤقتاً لتعليم شيوخهم , ولكن فيما هو أبعد من ذلك فليس هناك رأي لأنسان افضل من أخر , ولكن الأمر ليس هكذا فيما يخص الأباء الأولين , فالأباء لا يتكلمون برأيهم الخاص , انهم لا يقولون " هذا الأمر حقيقي لأننا رأيناه في الكتاب المقدس " وهو امر هناك اختلافات في الحكم بخصوصه . ولكنهم يقولون . " هذا الأمر حقيقي بسبب ان الكنائس كلها تؤمن به وكانت فيما سبق تؤمن به طوال الأزمنه السابقه بلا انقطاع منذ زمن الرسل " وهنا يكون الأمر هو موضوع شهاده , أى شهاده عن وجود وسائل معرفه لديهم بأن هذا الأمر كان يُوأمن به طوال العصور السابقه , لأنه كان ايمان كنائس كثيره مستقله ( ادارياً ) عن بعضها البعض , ولكن كان هذا ايمانها في نفس الوقت , لذلك يكون أساس أن هذا الايمان هو من الرسل , فبلا شك انه لا يمكن ان يكون الا حقيقياً ورسولياً
علم الأبائيات " باترولوجي " جوهانس كواستن , المجلد الأول , ترجمه وتقديم الأنبا مقار . من نشر مركز باناريون صــــــ 12