اتهامات اليهود للمسيح
"ثُمَّ جَاءُوا بِيَسُوعَ مِنْ عِنْدِ قَيَافَا إِلَى دَارِ الْوِلَايَةِ، وَكَانَ صُبْحٌ. وَلَمْ يَدْخُلُوا هُمْ إِلَى دَارِ الْوِلَايَةِ لِكَيْ لَا يَتَنَجَّسُوا، فَيَأْكُلُونَ الْفِصْحَ. فَخَرَجَ بِيلَاطُسُ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: "أَيَّةَ شِكَايَةٍ تُقَدِّمُونَ عَلَى هذَا الْإِنْسَانِ؟" أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: "لَوْ لَمْ يَكُنْ فَاعِلَ شَرٍّ لَمَا كُنَّا قَدْ سَلَّمْنَاهُ إِلَيْكَ!" فَقَالَ لَهُمْ بِيلَاطُسُ: "خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاحْكُمُوا عَلَيْهِ حَسَبَ نَامُوسِكُمْ". فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: "لَا يَجُوزُ لَنَا أَنْ نَقْتُلَ أَحَداً". لِيَتِمَّ قَوْلُ يَسُوعَ الَّذِي قَالَهُ مُشِيراً إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعاً أَنْ يَمُوتَ" (يوحنا 18:28-32).
كانت الجريمة الأولى التي نسبها شيوخ اليهود للمسيح هي أنه يفسد الأمة، أي يثير فتنة سياسية ضد الحكومة. لكن لو صدق هذا القول لكان بيلاطس قد عرف هذا بواسطة جواسيسه دون تداخل الرؤساء الذين لا تسيئهم الفتنة ضد الحكومة.
وكانت الجريمة الثانية أن المسيح يمنع أن تُعطى جزية لقيصر. وهذا ما حاولوا أن يجعلوا المسيح أن يقوله، لكنه رفض وقال: "أعطوا ما لقيصر لقيصر وما للّه للّه".
وأما الشكاية الثالثة فكانت أنه "يقول إنه هو مسيحٌ ملك". وهذا أيضاً كذب، فليس في هذه التهمة أيضاً ما يؤثر على الوالي، لأنه يعلم جيداً أن هؤلاء اليهود يفتخرون بكل من يقاوم الحكم الروماني، فلا يمكن أن يسلِّموا يهودياً للقتْل بهذه التهمة لو كانت صحيحة.
فأجابهم الوالي بنفور وتحقير وتهكّم: "خذوه أنتم وأحكموا عليه حسب ناموسكم" مع أنه لا علاقة بين الجرائم التي ذكرها وبين ناموسهم. وكأنه يقول لهم: "لا تستطيعون أن تفعلوا ما تشاؤون بدوني، وأنا لا أخضع لمطاليبكم بدون فحص". فاضطر الرؤساء إلى التذلُّل لينالوا مرامهم، فقالوا: "لا يجوز لنا أن نقتل أحداً".