07 - 08 - 2017, 08:20 PM
|
|
|
❈ Administrators ❈
|
|
|
|
|
|
كانوا مع المسيح الرسل الثلاثة العظام ( بطرس ويعقوب بن زبدي ويوحنا ) الذين كانوا يشكلون الحلقة الأولى المحيطة بالرب على قمة جبل طابور في أختبار فريد وفي منظر رائع ، فكانوا كالأسرى أمام ما يحدث فعاشوا في خوف ورعب . دفعهم ذلك الى رقاد النوم أو سبات وكأنهم في غيبوبة عميقة بسبب رؤيتهم لوجه الرب المنير الذي تجلى الى حقيقته ، فظهرت صورة الله الآب في وجه الأبن المتجسد . أما ثياب الرب فصارت بيضاء متلآلئة في تلك اللحظات العجيبة فرأوا فيه ملكوت الله لكي يتم وعد وقول يسوع لهم قبل صعودهم إلى الجبل عندما قال لرسله ( ... إن بين الواقفين هنا بعضاً لن يذوقوا الموت حتى يكونوا قد رأوا ملكوت الله ) " لو 27:9 " . لقد أنعكست صورة الله الآب على وجه أبنه على الجبل . كانت تلك الرؤية للرسل الثلاثة كخبرة حقيقية حصلت في ملء الزمان . وهذه الخبرة لا تقتصر لأولئك الرسل فحسب ، بل نحن أيضاً قادرون أن نتذكر ذلك المنظر عندما يبدو الله بالنسبة لنا بعيداً . أجل هذه اللحظات تحتاج إلى النعمة لكي تستطيع أن تختبر وجود الله في حياتنا . واللع موجود دائماً ، وهو قريب جداً منا ، فعلينا نحن المؤمنين أن نرى يد الله في حياتنا أكثر من غيرنا . بعد أن أختبرنا الله في أيام تجسده من خلال الأيمان بكلماته ووعوده المدونة في الأنجيل المقدس . الرسل الثلاثة لم يعلنوا رؤيتهم لأحد إلا بعد قيامته لأن الرب أمرهم بأن يحفظوا السر الى يوم قيامته من بين الأموات . أما نحن فعلينا أن نعلن وجود الله فينا لأننا أختبرناه في حياتنا اليومية . أصبحت فكرة التجلي أمام الرسل كدليل قاطع ومصدر حقيقي لا يقبل الشك لشهادتهم لآلوهية المسيح ، وكما قال الرسول بطرس ( قد أطلعناكم على قدرة ربنا يسوع المسيح وعلى مجيئه ، لم نكن ننقل عن أساطير مختلفة بمهارة ، بل لأننا عاينا جلاله ، فأنه قد نال من الله الآب كرامة ومجداً ... ) " 2بط 1: 16-18 " . رؤيتنا لله في حياتنا اليومية الأكثر حميمية ، هي رؤيته من أجل الآخرين وكما نقلوا الرسل الرؤية الى العالم أجمع . رؤية الله من قبل الأنسان ليست مخصصة للقديسين فقط ، بل اله يريد أن يراه كل أنسان في حياته لأن كل مؤمن هو أبن الله الحي ، لكن على من يريد أن يراه أن يعيش في الأيمان المجرد من الشك لكي يتقدم نحو هذه العطية برغبة ويستعد في داخله من أجل ذلك . وقد يتجلى الله لأعدائه أيضاً لأنه يريد الخلاص للجميع ، لهذا تجلى لعدو الكنيسة شاول الطرسوسي في طريق دمشق الذي لم يتحمل رؤية ذلك النور الساطع فأسقطه أرضاً " أع 9: 3-4 " . أو قد تأتي الرؤية على شكل نسيم لطيف أو لمسة من الله أو همسة رقيقة ( طالع 1 مل 13:19) . الله يحب الجميع لأنه خلقهم على صورته ومثاله ولكي يكون لهم الحياة الأبدية فعلى كل أنسان أن يبحث عن الله فيجده . قد لا نشعر بوجود الله معنا ، لكنه يرافقنا دائماً ويسندنا في وقت الضيق ، فعلينا أن لا نخاف أبداً لأن عكاز وعصا الله تسنداننا ( مز 4: 23) وهذا ما يراه قلب الأنسان المؤمن في حياته المليئة بالآلام والمشاكل والأمراض فيشعر بعمق بأن نور الله يشرق في ظلمتنا لكي نتحول الى نور للعالم وحسب قول الرب لنا ( أنتم نور العالم ) . وهكذا سيتجلى الرب يسوع بنفس الصورة التي تجلى بها على الجبل وأمام كل الخليقة في يوم مجيئه الثاني لكي يشاهده الجميع وتسجد له كل ركبة .
بقلم / وردا أسحاق
|