منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 07 - 2012, 06:50 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

" صمت لا افتح فمي لأنك أنت فعلت "
(مز 39 : 9)
نحن لا نعرف الصالح لنفوسنا ، فحري بنا أن نصمت أمام إرادة الرب .


قبول المشيئة الإلهية فى الحياة يكلف الإنسان كثيراً من الألم والتعب والمعاناة ، بل ترغمه أحياناً هذه المشيئة على التنازل عن الكثير من أمور وعادات أصبح لا غنى عنها فى حياته وتضطره حتماً لقبول أوضاع وطبائع لا ينفع سلوكه حسب الروح بدونها ، ولكن غنى عن التوضيح حتمية حدوث كل هذا إتماماً لخطة الروح ولسعادة كل إنسان سعادة حقيقية ودائمة – حسب إرادة الله وغنى المسيح فى المجد وسخاء الروح القدس .


و تسليم الحياة بالكامل للمسيح يقتضى من الإنسان معرفة حقيقة أنه إذا كانت تبعيته للمسيح تجلب عليه الكثير من الأحزان والآلام ، فتبعيته للعالم والشيطان تجلب عليه أيضاً المزيد والمزيد من الأحزان ،لأنه مكتوب " نفس هذه الآلام تجرى على إخوتكم الذين في العالم " (1بط 5 : 9) ، فحرى بالإنسان متى وقع فى تجربة أن يقول مع مرنم إسرائيل المبارك " صمت لا افتح فمي لأنك أنت فعلت "(مز 39 : 9).


ومما يجعل الإنسان فى سلام دائم من ناحية المشيئة الإلهية هو أن الله لا يسمح بتجربة الإنسان إلا لإصلاحه وتقويمه وجعله يرتفع بأفكاره ورغباته حتى تكون على مستوى الحق وإرادة المسيح وفكر الإنجيل ، ومتى نجح الإنسان فى الوصول إلى هذا الارتفاع والسمو سيدرك هذا الإنسان تماماً أن كل ما اجتاز به من تجارب وضيقات وأحزان كان وبحق من أجل نفعه الزمنى والأبدي أيضاً ، إضافة إلى انه سيتقوى إيمانه بالمسيح ويقينه من صدق صلاح الله الذى لا يعبر عنه ... وهذا ما يجعل الإنسان فى كل مرة يجتاز بضيقة أو تجربة يعرف يقيناً إنها لصلاحه ومن ثم فعليه أن يقول مع داود النبى : " صمت لا افتح فمي لأنك أنت فعلت "(مز 39 : 9)، ليس فقط عليه القول بهذا لأنه كعبد للرب يجب أن يخضع ولا يقاوم ، ولكن لأن ما فعل به الرب من خلال التجربة او الضيقة وما امتلأت به نفسه من أحزان إنما لتقدمه فى الفضيلة ومعرفة المسيح ولضمان الأبدية السعيدة مع المسيح والتى يستلزم دخولها اجتياز الإنسان بالكثير من الضيقات و الأتعاب والإضطهادات .


وحول قبول مشيئة الرب فى الحياة أود أن اذكر بعض الملاحظات الهامة التى تفيدنا كثيراً فى هذا الأمر ، والتى هى كالتالى :


+ الرغبة فى السير حسب الإرادة الشخصية للإنسان فى الحياة يعكس تماماً ما تحمله نفس هذا الإنسان من شر و كبرياء ، الأمر الذى يؤكد عدم استحقاق هذا الإنسان لصوت الرب وإرشاده ، ويبرر تماماً رفض الله للعمل أحياناً فى حياة بعض الناس أو فى بعض أمور حياتهم ،لأن يوجد من الناس من يعتمد فى حياته فقط على أفكاره وتدابيره الخاصة فيرفض كل مشورة وتدخل من الاخرين ، ولو كانوا من قبل الله وسوف يخدمونه حسب الحق الذى فى الإنجيل وبضمير نقى ونيه مقدسة فى الحق ، فهؤلاء يرفض الرب التعامل معهم ، لأن آلهتهم هى ذواتهم ، ومن صار له إله سوى الرب فقد ضل طريقه وخسر سعادته .


+ قبول كل تجربة بشكر يحمي الإنسان من الكثير والكثير المخاطر التى قد تنجم عن آثار التجربة و تلك التى تأتى نتيجة التذمر من آلم التجربة ، أما تعامل الإنسان مع التجربة بلا إيمان وبمقاومة وضجر والظهور آبان اجتيازها بضيق وتذمر فلا يهب الإنسان سلاماً ، بل مزيد من التعب والندم والخسارة ، وهذا ما يدعو الإنسان للوقوف ضد كل فكر خاطىء يأتى عليه أثناء التجربة ويكون من شأن قبوله و التعامل معه فقد هذا الإنسان المجرب لإكليله ، فلابد أن يكون حاضراً أمام أذهاننا كل حين رسالة وكلمات السيد المسيح لملاك كنيسة فيلادلفيا "ها أنا آتي سريعا تمسك بما عندك لئلا يأخذ احد إكليلك "(رؤ 3 : 11).



+ صمت الإنسان أمام عمل الله فى حياته لا يلغى دور الإنسان فى طلبه لرحمة الرب وحفظه من كل شر وشبه شر ،فها هو داود بعد أن قال عبارته المشهورة " " أكمل بعدها قائلاً " ارفع عني ضربك من مهاجمة يدك انا قد فنيت.... استمع صلاتي يا رب و اصغ الى صراخي لا تسكت عن دموعي لاني انا غريب عندك نزيل مثل جميع ابائي... اقتصر عني فاتبلج قبل ان اذهب فلا اوجد " ( مز 39 : 10، 12 ، 13) ..


فالمقصود بالصمت هنا هو أن لا يصدر عن الإنسان ما يشير إلى تذمره وأنينه من الظلم الواقع عليه من الاخرين وما يجتاز به من تعب و معاناة بسبب التجربة أو الضيقة التى يجتازها ، لأن هذا غير نافع لبنيانه ويعطل تقدمه فى الفضيلة و الوصول به إلى المستوى الذى يرغبه الروح القدس له .


صديقى إن ما يفعله الرب فى حياتك لا يكون إلا وفيه كل صلاح وبر و حق ، لأنه هو الصالح والبار والحق نفسه ، ولا يعرف الرب كيف يعطى لأحد غير الشىء الصالح ، وذلك لأنه لا يملك إعطاء إلا الصالح لأنه كل ما لديه هو صالح ، فهل ترغب فى أن تنال منه كل ماهو صالح لك ، بل والإيمان الذى يجعلك فى كل مره تجتاز بتجربة أو ضيقة تقول مع داود النبى " صمت لا افتح فمي لأنك أنت فعلت " ؟ ، لك القرار والمصير .


رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
( 2صم 12: 11 ، 12) لأنك أنت فعلت بالسر
ثر على الخطية وتب لأنك ان فعلت هذا تغفر لك خطاياك
صمت لا افتح فمى لانك انت يارب فعلت
أحمدك إلى الدهر لأنك فعلت وأنتظر اسمك فإنه صالح قدام أتقيائك
صمت... ولا افتح فمى لأنك انت فعلت


الساعة الآن 03:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024