رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا تفقد رجاءك
لو عرف التلاميذ أن المسيح سينقذهم فى الهزيع الرابع ، لاحتفظوا بهدوئهم طوال ساعات الليل .. لو عرفت أرملة نايين أن ابنها سيقوم فى نفس اليوم ، لما ذرفت عليه دمعة واحدة .. لو تذكر التلاميذ يوم الجمعة أن المسيح سيكون معهم يوم الأحد ، لما فقدوا سلامهم لحظة .. لو عَرِفَت أختا لعازر أن المسيح سيقيمه بعد أربعة أيام ، لقَضِيَتا تلك الأيام فى فرح و انتظار .. لو عرفت السامرية موعد لقائها بالمسيح ، لما فتَّشت عن الحب مع ستة رجال قبله .. لو عرف يوسف أن ضيقاته ستنتهى بعد 13 عاماً ، لما لجأ إلى الذراع البشرى قبل الموعد بسنتين .. لو عرف إبراهيم أن وعد الله سيتحقق باسحق بعد 25 سنة ، لما أنجب إسماعيل الذى مرر حياته .. كان بمقدور الله أن يخبرهم بموعد تدخله ، فيقضون فترة الانتظار فى ثبات و هدوء .. إن المعرفة تجعل القلب ثابتاً .. لكن الله يريد أن يصل بنا إلى هذا "الثبات" بدون تلك "المعرفة" ! فهو لا يريد يقيناً مبنياً على "العيان" بل على "الإيمان" .. لا يريد ثقة مؤسسة على "المعلومة" بل على "الرجاء" .. لا يريد انتظاراً "للميعاد" بل "للوعد" .. لذا أقرَّ قاعدة : "لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ"(أع 1: 7) بعد الضربة الأولى توقع شعب إسرائيل خروجهم من مصر .. فالله لم يخبر أحداً - ولا حتى موسى - بعدد الضربات .. لذا كان الشعب يتوقع الخروج بعد كل ضربة ، لكن فرعون يرفض إطلاقهم فيُصابون بالإحباط و يعاودون الصراخ .. و لو كانوا يعرفون مِن البداية أنهم سيخرجوا بعد الضربة العاشرة لجلسوا يعدُّون الضربات فى هدوء .. لكن الله لا يريدنا أن ننتظر موعداً ، بل ننتظره هو واثقين فى حكمته و مواقيته .. حين هاج البحر فى المرة الأولى خاف التلاميذ ، لكن المسيح كان معهم فأيقظوه .. و حين هاج فى المرة التالية خافوا أكثر لأنه لم يكن معهم .. فأتاهم ماشياً على البحر ! و تجربة وراء تجربة .. و خبرة تلو الأخرى .. ينمو الإيمان تدريجياً ، حتى يصل بنا الله إلى ذلك القلب المُؤمِن و المُؤَمَّن .. "لاَ يَخْشَى مِنْ خَبَرِ سُوءٍ .. قَلْبُهُ ثَابِتٌ مُتَّكِلاً عَلَى الرَّبِّ .. قَلْبُهُ مُمَكَّنٌ فَلاَ يَخَافُ"(مز112: 8-7) قَلْبُهُ "مُمَكَّن" .. Their hearts are "secure" .. و فى ترجمة أخرى "doubtless" .. قلب لا يهتز .. مُحصَّن ضد الشك .. لا يخاف مهما حدث .. و هى درجة لا يصل إليها القلب إلا بالاختبار و الخبرة .. فى كل ضيقة هناك فترة زمنية لا يخبرنا الله بموعد انتهائها .. لتنسحق ذواتنا و ترتفع أعيننا .. لنصلِّى و نصرخ و ننتظر و نتشدد .."جَيِّدٌ أَنْ يَنْتَظِرَ الإِنْسَانُ وَيَتَوَقَّعَ بِسُكُوتٍ خَلاَصَ الرَّبِّ" (مرا3: 26) إذا كنت تنتظر استجابة أو تدخُّل من الله ، فثق فى الوقت المعيَّن من قِبَلِه .. سواء بانتهاء الضيقة أو بانتهاء ضيقك منها .. سواء بتغيير الأوضاع أو بتغييرك أنت .. سواء بسكون الأمواج أو بسَيرك فوقها .. وقت العاصفة أُصرخ و ابكى و صارع مع الله كما شئت .. لكن لا تفقد رجاءك .. ثق فى انتهاء التجربة ثقة من يعرف موعد انتهائها .. فهذا هو الإيمان .. الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى .. وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى .. (عب 11: 1) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لا تفقد رجاءك في خطة الله تجاهك |
فلا تفقد رجاءك |
لا تفقد رجاءك |
لا تفقد رجاءك |
لا تفقد رجاءك |