رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إسنا مدينة الشهداء وهناك رأى قديسنا جمعا غفيرا من رجال الاكليروس والعلمانين ؛ الذين أبوا أن يخروا للاوثان ؛ وعجز الوالى أن يثنيهم عن أيمانهم بمخلص البشرية . فكانت تقطع رؤوسهم بعد السجن والحرق ونهش الوحوش لأجسادهم . ومع كل ضربة سيف تقطع رأس شهيد كان الانبا بضابا يرى نزول الملائكة بالاكاليل النورانية فى مجد وكرامة يستقبلون نفوس هؤلاء المؤمنين المعترفين بمسيحيتهم ولما علم الوالى بوجوده حاول أن يستميله للعدول عن أيمانه . تارة بالتهديد وتارة بالوعيد فكان القديس ينتهره ويقول له : (( أن السيد المسيح يقول : كل من يعترف امام الناس اعترف به انا ايضا امام ابى الذى فى السموات )) متى 10 : 32 ؛ 33 ولأجل هذا الوعد نعترف بالهنا الى النفس الاخير . فأستشاط الوالى غضبا وأمر بأن يمشط جسده بأمشاط حديدية حتى جرى دمه على الارض ؛ فأستغاث القديس بالرب وطلب نجدته . فأرسل له الطوباوى ميخائيل رئيس الملائكة رئيس جند الرب فكسر الهمبازين وشفى جراحاته وعزاه فى ضيقه . وفى هذا اليوم المبارك قطعت رؤوس القس اندراوس والقس خرستوللو بحد السيف ونالوا اكليل الشهادة ثم أخذوا القديس ووضعوه بالسجن . فظهر له الرب فى مجده وبهاءه وبدد ظلمات المكان فصار كأنه نهارا . حينئذ سجد القديس امام الرب قائلا : أعنى ياسيدى وقوينى لأفضح هذا الوالى المنافق وأكمل الجهاد كمسرتك فعزاه المخلص وقواه ثم صعد الى السماء بمجد عظيم فأنتعشت روحه وتهللت وفى الغد أحضره العسكر امام الوالى وقال له : أنت رجل كبير وأنا أشفق عليك من العذاب لكن سأعذبك ومن معك . ولننظر أن كان يسوعكم سيخلصكم من يدى . أجابه القديس : لاشك أن الوقت قد آن كى تفتضح فأمر الوالى جنوده أن يشدوه فى المعصرة ويصبوا جيرا وخلا فى أنفه وفمه فأحتمل القديس هذا كله بنعمة الرب وكان الوالى متجبرا للغاية متحديا لعمل الله ؛ ثم أمر بأن يغلوا زيتا وزفتا ويسكبوه على رأسه ...فصرخ القديس الى الرب وقال : أشكرك يارب لانك جعلتنى مستحق هذا العذاب على اسمك القدوس المبارك لان قوتك تدركنى فى كل وقت وأسالك أن تعيننى وتخلصنى من هذه الشدة فنزل اليه الملاك ميخائيل فى تلك الساعة ولمس الزيت والزفت . فصار كالندى البارد على رأسه ؛ فأنتهر قديسنا الوالى ولعنه هو وشياطينه وآلهته الوثنية . ثم أخذ ملاك الرب .. ميخائيل ملء يده زفتا وكبريتا فغلى . ورشه على وجه الوالى ففرقعت عيناه وخرجت من وجهه واصابه العمى - فلما رأى الجمع من المسيحين هذه الاعجوبة .. رفعوا اسم مسيحهم ؛ وعلامة الصليب شاهدين لألههم يسوع المسيح . وهنا تقدم شقيق الوالى طالبا الى القديس أن يصنع رحمة مع أخيه ويرفع عنه هذا العذاب فخرج القديس من القدر المغلى وتقدم نحو الوالى وقال له : لاتستحق ايها المنافق أن أرشمك بعلامة الصليب ... ولكن من أجل هذا الجمع المحتشد فى هذا الموضوع حتى يؤمنوا بربى والهى ومخلصى يسوع المسيح ثم قال ايها الاب تحنن على هذا الشعب البائس وفى تلك الساعة شفى الوالى ومضى حالا الى مجلس الحكم ومعه القديس مكبلا بالقيود وأمر أن يوضع ثانية بالسجن |
|