رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أبشع جريمة تسليم دم برئ!! معنى اسم يهوذا (رجل من قريوت)، هو ابن سمعان الإسخريوطي بحسب (يو41:6، 2:13). تم اختياره تلميذًا في (مت4:10، مر19:3) وكان هذا أول ذكر له. من بداية اختياره كتلميذ للمسيح وهو بادي عليه سلوك شرير يوضح اتجاه قلبه الشرير، فمثلاً عندما دهنت مريم قدمي المسيح بالطيب الغالي، لم يبالي بإنسكاب نفسها للتوبة، وكان كل تفكيره في ثمن الطيب المسكوب، وحاول أن يجعل من جشعه امر روحي بأن من الأفضل أن يباع الطيب ويعطى ثمنه للفقراء (يو5:12-6). أيضًا نجد أقوال كثيرة قالها المسيح عنه تكشف دوافع قلبه الشريرة، ففي (يو70:6) يول المسيح “أليس أني أنا اخترتكم الاثني عشر وواحد منكم شيطان؟” أيضًا قال يوحنا في (يو71:6 “قال عن يهوذا سمعان الإسخريوطي. لأن هذا كان مزمعًا أن يسلمه وهو واحد من الاثني عشر”، وفي يو10:13-18) يقول المسيح بدون ذكر أسماء “والذي يأكل معي الخبز رفع علي عقبه”. وبهذا يوضح يوحنا أن المسيح كان يعرف مسبقًا أنه من سيسلمه. السؤال المُحيِّر! وهنا نندهش متسائلين لماذا اختاره المسيح وهو يعرف أنه الذي سيسلمه؟ ولماذا تركه يأكل وينام ويتحرك معه ثلاث سنوات؟ نعم، اختار المسيح يهوذا ليكون واحدًا من التلاميذ ليتمم به خطة الفداء، ولكن الله لمحبته الفائقة، تركه معه ثلاث سنوات مترقبًا ربما يتراجع عن طريقه الشرير ويتوب ويقبل محبة الله الأب في ابنه يسوع المسيح. وهنا سؤال أخر، كيف استطاع يهوذا بعد كل هذه المدة التي قضاها مع المسيح أن يسلمه للأعداء وهو يعرف انهم يطلبون نفسه ليقتلوه؟ ألم يتلامس مع نبع محبته الفائض؟! هناك أمور كثيرة عندما تدخل لقلب الإنسان قد تنسيه كل شيء أخر، ألم يقل المسيح في (1تي10:6 “لان محبة المال أصل لكل الشرور، الذي إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان، وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة”)، نعم ربما كان طمعه حافز كبير ليبيع بريء، ومن الغريب أنه باع الغالي (المسيح) بأرخص الأثمان (ثلاثين من الفضة) وبحسب شريعة العهد القديم كان هذا ثمن العبد. أيضًا في هذا الوقت كان الشيوخ ورؤساء الكهنة يتحببون للإمبراطور لكسب أماكن سياسية، فربما كان يطمع في مركز سياسي. عندما سُأل تشارلس لام إذا أتيحت له إعادة شخصية إلى الحياة مرة أخرى فمن يختار؟ أجاب: “يهوذا الإسخريوطي، لأني أود أن أرى الشخص الذي حدق في وجه المسيح ومع ذلك استطاع أن يخونه” واليوم بعد أن قدم المسيح نفسه فداء عن كل إنسان حامل خطايانا على الصليب ليمنحنا السلام ويضمن لنا الأبدية في حضن الأب، كم من الأشخاص تبيعه بأرخص الأثمان مثل (لا أريد قوانين تحد من حريتي، أريد أن أكون غنيًا وامتلك أموال كثيرة، لا أريد أن اخسر شيء من حياتي، لا أريد اضطهاد وألام …. وغيرها). عندما ننظر لكل الخدمات من حولنا قد نتفاجأ من وجود أشخاص غير مؤمنين يخدمون وسطنا ويفتعلون أمور من شانها تخريب العلاقات بين المؤمنين ونتيجة لذلك سقوط الخدمة ليصلوا للصفوف الأمامية. أحيانًا ينجحون ولكن لهم حدود لأن كل الأمور والأحداث في يدي الله، يقول الكتاب في (أم1:21 “قلب الملك في يد الرب كجداول مياه حيثما شاء يميله”). ثق أن كل الأمور في يدي الله يا صديقي لا تخف. الله عنده خطة لكل إنسان، قد تختار أن تسير بحسب مشيئة الله لك حتى وإن سقطت ستقوم وتكمل المسير، وقد تختار أن تكمل بحسب مشيئتك أنت، حرية الاختيار في يديك، ولكن لا تلوم الله على اختياراتك السيئة. وقد ترى أشخاص من حولك من كثرة شرهم تتساءل هل هم خلقوا فقط لعمل الشر وإغاظة الله والناس؟ لا، ولكن اختياراتهم كانت سيئة، وبالرغم من ذلك لا تخف ولكن قف وثق أن كل الأمور في يدي الله القادر على أن يحول هذا الشر لخيرك لإتمام مشيئته في حياتك، كيف ومتى؟ اترك الأمر لمن بيده الأمر. |
|