حلم فهد

[walaa farouk]

اول ما طلع على خشبة المسرح ..
كله وقف يصقف له ..
اصله صغير ..
وأول مرة يمثل ..

فضل ماشى فى الدور بتاعه ..
والكل بيراقبه ..
على اد سنه ..
بس حافظ الدور كويس ..

وجه فى المشهد الاخير ..
كان مطلوب منه يحضن امه فى العرض ..
وجرى عليها ..
وحضنها ..
وكانت النهاية ..

كله وقف يصقف ..
ازاى اول مرة يقف ع المسرح ..
وقدر يقوم الدور ببراعة كدة ..
لدرجة انه خلى دموع الناس تنزل ..

خلص العرض ..
وجريوا الناس على باباه ومامته ..

يابختكوا بيه ..
ربنا يحرسه ..
مش معقول اول مرة يمثل وشاطر كدة ..

لكن الغريب فى نظراتهم ..
انهم مش جواهم نفس التأثير زى باقى الناس ..

كأنهم قرروا يعترفوا بحاجة ..

اتفقوا يروحوا له سوا ..
عشان يتكلموا معاه ..
وياخدوا مشورته ..

وكان الكلام .. واحد من الاتنين ..
احنا بنعترف اننا عصبيين جدا معاه ..
وبحكم شغلنا ..
ماحدش فاضى يلعب معاه ..
ويقضى معاه وقت ..

ماكانوش عارفين انه كان حاضر العرض ..
وهم بيتكلموا ..
قالوا له .. كل الناس بتحسدنا عليه ..
بس احنا مش حاسين ..

سألهم هو اللى كان بيمثل ..
آه ..

طب خلونى اقول لكم المفاجأة ..
فهد ابنكم ماكانش بيمثل ..
فهد عاش حلمه فى المشهد ..

هو انتوا بتحضنوه ..
بصوا فى الارض .. وسكتوا ..

قام من على مكتبه ..
وقال لهم ..

انا اسف جدا ..
لو ماصلحتوش علاقتكم بيه ..
فى اقرب فرصة تيجيى له عشان يسيبكم ..
هيعمل كدة ..

خرجوا الاتنين من عنده ..
وركبوا عربيتهم ..

ابتدا بينهم حوار مختلف ..

انتى السبب على فكرة ..
كل ما نختلف سوا انا وانتى ..
تروحى تطلعى مضايقتك فيه هو ..
وتقولى له انت سبب الاذية اللى انتى فيها ..

قالتله .. مانت بتضايقنى وتسيبنى وتنزل ..
عايزنى اعمل ايه .. اخبط دماغى فى الحيط ..

يا هانم انتى مسئولة عن تربية الولاد ..
طول مانا مش فى البيت ..

مانت عارف انه متعلق بيك انت ..
وبيفضل يدور عليك ومش لاقيك ..

يعنى انتى عاجبك كلام الدكتور ..
انه اول ما هيشد حيله ..
هيسيبنا ؟؟ ..

انت لو تتغير ..
حاجات كتير هتتغير ..

وفجأة سكتوا هم الاتنين ..
ماحدش فيهم اعترف انه غلطان ..

وجريت السنين ..
لحد ما بقى فهد ..
عنده 18 سنة ..

اعمل ايه يا حبيبى ع العشا ..
مش عايز حاجة يا ماما ..
طب قوللى اعمل لك ايه يريحك ..
ولا حاجة ..
وسابها وقام ..

قعدت تفكر تعمل ايه ..
لكن للأسف ..
ماوصلتش لحاجة ..

اول ما جوزها رجع ..
قالت له .. فهد مش بيسمع كلامى خالص ..
ولا حتى بيحترمنى ..

بص لها ..
ياما قلت لك كدة زمان ..
ولسة هيكمل ..

قالت له ..
ييييييييييييه .. نفس الاسطوانة ..
انتى غلطانة .. انتى عصبية ..
انتى انتى انتى ..

بس المرة دى فهد سمعها ..
ودخل قال لها ..
ايوة يا ماما للأسف انتى غلطانة ..

ياما احتجتك ..
ماكنتش بالاقى منك غير زعيق وتعليمات ..
نضافة وسجاجيد وترويق الدولاب ..

عارفة ..
لغة التعليمات .. اتعلمت منها حاجة واحدة ..
انى اول ما هيبقى فى ايدى قرارى ..
اول قرار هاخده ..
انى مش هانفذ التعليمات ..

وبص لباباه ..
بابا .. انت صعبان عليا ..
طول اليوم شغل ..
وترجع البيت على مناقشات وخلافات ..
وفى الوقت الفاضى ..
عندك اولوليات غيرى ..

انا عارف انه غصب عنكم انتو الاتنين ..
بس برضه ..
غصب عنى انا كمان ..

انا نازل ..

رايح فين ؟ ..
آه نسيت اقول لكم ..
اصل انا لما باكون متضايق ..
باروح احكى مع مدام .. حنان ..

فاكراها يا ماما؟

مدام حنان اللى مثلت معاها من 14 سنة ..

اسف ..
اللى عشات معاها اجمل لحظة من 14 سنة ..
لما خدتنى فى حضنها ..

حنان مين دى اللى بتتكلم عنها ..
أنا ماما ..
حنان مين دى اللى مش لاقية تاكل ..
وعيالها بيتهتهوا ..

حنان اللى مش لاقية تاكل دى ..
عرفت تشبعنى ..

وولادها اللى بيتهتهوا ..
قادرين ينطقوا كلام كتير ..
نفسى انا انطقه ..
ومش عارف ..

عايز اقولك ..
لولاها .. كانت حاجات كتير باظت ..
وكنت ضعت بسبب ناس كتير ..
لكن هى كانت واقفة فى ضهرى ..

ماتقلقوش ..
قدام الناس انتو اللى ربيتونى ..

لكن بينى وبين ربنا ..
انا عارف مين اللى هياخد ثواب تربيتى ..

نزل فهد ..
وساب باباه ومامته من غير ولا كلمة ..

وساب معاهم سؤال ..
ليهم .. وليكم ..

ازاى هنجاوب على سؤال ربنا ..

عملتوا ايه بالنعمة ..
اللى اديتهالكم ومنعتها عن ناس كتير غيركم؟

كان نفسى اقول لكم ..
ان اللى فوق دى قصة ..
بس للأسف ..

الكلام ده حقيقى جدااا ...

أمير تادرس