منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 07 - 2017, 09:56 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 366,489

سؤال من الأديب توفيق الحكيم إلى البابا شنوده

سؤال من الأديب توفيق الحكيم إلى البابا شنوده

قرأت في دفترى عبارة افزعتنى, وسجلتها لأسال فيها حتى يطمئن قلبي.. عبارة في الاصحاح الثانى عشر من أنجيل لوقا قال فيها السيد المسيح: "جئت لألقي نارًا على الأرض.. أتظنون أنى جئت لأعطى سلامًا على الأرض، كلا أقول لكم بل انقسامًا.. فكيف والمسيح ابن مريم كلمة من الله، جاء ليلقى نارًا على الأرض...
فكيف يكون الله تعالى هو الكريم، وأنه كتب على نفسه الرحمة، ويقول في قرآنه أن المسيح كلمة منه.. والمسيح يقول في أنجيل لوقا أنه جاء ليلقي نارًا على الأرض؟... وغمرتنى الدهشة وقلت لا بُدّ لذلك من تفسير...
فمن يفسر لى حتى يطمئن قلبى؟.. وصرت أسأل من أعرف من أخواتنا المسيحيين المثقفين، فلم أجد عندهم ما يريح نفسي...
أما فيما يخص بالمسيحيين فمن أسال غير كبيرهم الذي أحمل له التقدير الكبير لعلمه الواسع وإيمانه العميق.. البابا شنوده.. فهل المسيحي العادى يفطن لأول وهلة إلى المعنى الحقيقي لقول السيد المسيح...
الإجابة:
رد الخطاب من قداسة البابا شنوده الثالث:
عميد الأدب في أيامنا: الأستاذ الكبير توفيق الحكيم.
تحية طيبة، ودعاء لكم بالصحة، من قلب يكن لكم كل الحب. فأنا قارئ لكم، معجب بكتاباتكم، احتفظ بكل كتبكم في البطريركية وفي الدير...
وقد قرأت مقالكم الذي نشر في الأهرام يوم الاثنين 2/12/85، الذي قدمتم فيه أسئلة حول بعض الآيات التي وردت في الإنجيل (إنجيل لوقا 12). وعرضتموها في رقة زائدة وفي أسلوب كريم، يليقان بالأستاذ توفيق الحكيم.
وإذا أشكر ثقتكم، أرسل لكم إجابة حاولت اختصارها على قدر ما أستطيع. وأكون شكرًا إن أمكن نشرها كاملة كما هي. لأن تساؤلكم في مقالكم، أثار تساؤلات عند كثيرين، وهم ينتظرون هذا الرد. وختامًا لكم كامل محبتي.
أمضاء: البابا شنوده الثالث
مقدمة:
حينما نتحدث عن آية من الكتاب. لا نستطيع أن نفصلها عن روح الكتاب كله، لأننا قد لا نفهمها مستقلة عنه.
فلنضع أمامنا روح الإنجيل، ورسالة المسيح التي ثبتت في أذهان الناس. ثم نفهم تفسير الآية في ظل المفهوم العام الراسخ في قلوبنا.
رسالة السيد المسيح هي رسالة حب وسلام: سلام مع الله، وسلام مع الناس: أحباء وأعداء. وسلام داخل نفوسنا بين الجسد والعقل والروح.
في ميلاد المسيح غنت الملائكة قائلة "المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرة" (لو2: 14). وقد دعي السيد المسيح "رئيس السلام" (أش9: 6). وقد قال لنا "سلامي أترك لكم، سلامي أعطيكم.. لا تضطرب قلوبكم ولا تجزع" (يو14: 27)، وقال "أي بيت دخلتموه، فقولوا سلام لأهل هذا البيت" (لو10: 6). وذكر السلام كأحد ثمار الروح في القلب. فقيل "ثمر الروح: محبة فرح سلام" (غل5: 22). وفى مقدمة عظة السيد المسيح على الجبل "طوبي لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون" (مت5: 9).
كما ورد في الإنجيل أيضًا "أطلب إليكم.. أن تسلكوا كما يليق بالدعوة التي دعيتم لها، بكل تواضع القلب والوداعة وطول الأناة، محتملين بعضكم بعضًا بالمحبة، مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط السلام. ولكي تكونوا جسدًا واحدًا وروحًا واحدًا" (أف4: 1-4). ودعا السيد المسيح إلى السلام، حتى مع الأعداء والمقاومين، فقال "لا تقاوموا الشر. بل من لطمك على خدك الأيمن، فحول له الآخر أيضًا. ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك، فاترك له الرداء أيضًا. ومن سخرك ميلًا، فاذهب معه اثنين، ومن سألك فأعطه" (مت5: 39-42).
بل قال أكثر من هذا "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم.. لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم.. وإن سلمتم على أخوتكم فقط، فأن فضل تصنعون" (مت5: 44-47).
ولست مستطيعًا أن أذكر كل ما ورد في الإنجيل عن رسالة السلام في تعليم السيد المسيح، إنما اكتفى بهذا الآن، وعلى أساسه نفهم الآيات التي هي موضع السؤال:.
وكمقدمة ينبغي أن أقول إن الإنجيل يحوي الكثير من الرمز، ومن المجاز. ومن الاستعارات والكنايات، من الأساليب الأدبية المعروفة.
جئت لألقى نارًا:
وهى قول السيد المسيح "جئت لألقى نارًا على الأرض. فماذا أريد لو اضطرمت" (لو12: 49).
1- إن النار ليست في ذاتها شرًا. وإلا ما كان الله قد خلقها. وليست بصدد الحديث عن منافع النار، ولا عما قيل عنها من كلام طيب في الأدب العربي. وإنما أقول هنا إن النار لها معان رمزية كثيرة في الكتاب المقدس:
2- فالنار ترمز إلى عمل الروح القدس في قلب الإنسان.
وقد قال يوحنا المعمدان عن السيد المسيح "هو يعمدكم بالروح القدس ونار" (لو3: 16).
وقد حل الروح القدس على تلاميذ المسيح على هيئة ألسنة كأنها من نار. (أع2: 3).
وكان هذا إشارة إلى أن روح الله ألهبهم بالغيرة المقدسة للخدمة. وهذه الغيرة يشار إليها في الكتاب المقدس بالنار.
وهى النار التي أعطت قوة لتطهير الأرض من الوثنية وعبادة الأصنام. وهذه النار هي مصدر الحرارة الروحية. وقد طلب منا في الإنجيل أن نكون "حارين في الروح" (رو12: 11). وقيل أيضًا "لا تطفئوا الروح" (1تس5: 129).
3- والنار ترمز أيضًا في الكتاب إلى المحبة:
وقيل في ذلك "مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة" (نش 8: 7). وقيل أيضًا "لكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين" (مت 24: 14).
4- والنار قد ترمز أيضًا إلى كلمة الله:
كما قيل في الكتاب "أليست كلمتي هذه كنار، يقول الرب" (ار23: 29). وقد قال ارمياء النبي عن كلام الرب إليه "فكان في قلبي كنار محروقة" (أر20: 9). لذلك لم يستطع أن يصمت. على الرغم من الإيذاء الذي أصابه من اليهود حينما أنذرهم بالكلمة.
5- والنار في الكتاب ترمز أحيانًا إلى التطهير:
كما قيل عن إشعياء النبي إن واحدًا من الملائكة طهر شفتيه بجمرة من النار. (أش 6: 6, 7).
وإن كانت النار تحرق القش، إلا أنها تنقي الذهب من الأدران، وتقوى الطوب الطين وتجعله صلبًا. وكانت تستخدم في العلاج الطبي (بالكي).
فالذي كان يقصده السيد المسيح: إنني سألقى النار المقدسة في القلوب. فتطهرها، وتشعلها بالغيرة المقدسة لبناء ملكوت الله، على الأرض، لذلك قال: "ماذا أريد لو اضطرمت".
هذه النار قابلتها نار أخري من أعداء الإيمان
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سؤال لقداسة البابا شنوده الثالث عن صوم الآباء الرسل وصوم السيدة العذراء
البابا شنوده الثالث البابا الحكيم
سؤال وجواب لقداسة البابا شنوده الثالث
شاهد رد قوى جدا من قداسه البابا شنوده على سؤال لو بنت اخطتفت واجبرت على فعل شئ وانتحر
اجابة البابا شنوده علي سؤال لماذا تدعوني صالحا و أبي أعظم مني


الساعة الآن 06:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024