طوبى للمطرودين
أخيراً يكرر المسيح الطوبى للذين لهم ملكوت السماوات. يظن سامعوه أن ملكوت السماوات، هو للأغنياء في التديُّن الخارجي، الذين يكثرون من الأصوام والصلوات ويقدّمون الحسنات، على شرط أن يكونوا من الجنس المختار الإسرائيلي، الذين يعتقدون أن مسيحهم متى جاء يجعل الشخص الذي كان مجده كنور النجم يصبح كنور القمر، والذي كان مجده كنور القمر يصبح كنور الشمس. ويعود مجد الشعب الإسرائيلي إلى أضعاف ما كان عليه في أفخر أيام عزهم. هذا هو ملكوت السماوات الذي يحلمون به، وهؤلاء هم الذين لهم الملكوت ويستفيدون منه. لكن المسيح يرى أن ملكوت السماوات هو للمطرودين من أجل البر، الذين لأنهم مساكين بالروح، وحزانى، وودعاء، وجياع، وعطاش، ورقيقو الشعور، وأنقياء القلب، ومسالمون، لا يعتبرهم العالم، بل يحتقرهم ويجتنبهم ويخرجهم من دوائره، فيعوِّضهم الرب ملك الملكوت الجديد بإعطائهم إياهم ملكوت السماوات.