إنّ رسالة المرأة, لا تنحصر فقط في الإنجاب، وقد وعت المرأة المؤمنة رسالتها، فكانت وما زالت الأمّ الحانية التي توفّر لأبنائها التربية المسيحيّة، مستلهمة رسالتها من نور الإنجيل، فنرى الأمّ تعلّم أبناءها، قبل كلّ شيء إشارة الصليب، والسَّلام الملائكيّ والصلاة الربيّة وتشجعهم على التأملات العفويّة، والحديث العذب مع حبيبنا يسوع وأمنا العذراء هكذا يقيم الله في الأسرة, شخصاً حياً, تمجّده وتسجد له وتحاوره وتطلب منه بشفاعة العذراء التي تغدو «الحنونة» المستعدّة دائماً للتضرع والصلاة من أجل الأسرة, وعندما يبدأ الطفل خطواته الأولى في القراءة, يكون الإنجيل الكتاب الأوّل الذي ينهل منه الطّفل ماء الحياة، بمساعدة أمّه. بارك الله الأمّ المؤمنة، لأنّها مدرسة حقيقيّة للإيمان، تلد أبناءها لحياة الروح كما تلدهم لحياة الجسد، وتسهر على تغذيتهم روحيّاً كما تسهر عل تغذيتهم جسديّاً، لأنّه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكلّ كلّمة تخرج من فم الله، ولقد قامت الأمّ دائماً بواجبها في المحافظة على وديعة الإيمان، فهي في أحلك الظّروف وأصعبها، لم تتوان عن زرع الإيمان وتنميته في قلوب أبنائها.