رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"القلب الفرحان يجعل الوجه طلقًا" (أم 15: 13). الانغماس في الضحك بطريقة غير منضبطة ومُبالغ فيها علامة على الإسراف، ونقص ضبط الإنسان لمشاعره، والفشل في قمع طيش النفس باستخدام العقل بحزمٍ. إنه ليس بالأمر غير اللائق أن نشهد عن مرح النفس بابتسامة مبهجة، إن كانت فقط توضح ما هو مكتوب: "القلب الفرحان يجعل الوجه طلقًا" (أم 15: 13). أما الضحك الأجش والذي بلا ضبط لحركات الجسم فهو ليس بمؤشر عن نفس لها تدبيرها الحسن أو عن وقارٍ شخصي أو من يسود على نفسه. هذا النوع من الضحك يشجبه الجامعة خاصة بكونه مخرِّبًا لثبات النفس، وذلك بالكلمات: "للضحك قلت مجنون" (جا 2: 2). مرة أخرى: "كصوت الشوك تحت القدر هكذا ضحك الجهلاء" (جا 7: 6). علاوة علي هذا فإن الرب يظهر أنه اِختبر هذه العواطف الضرورية الملازمة للجسم، كما أيضًا تلك التي ترتبط بالفضيلة، كمثال الحزن مع الحزاني والحنو عليهم، ولكن كما نعلم من قصة الإنجيل أنه لم يضحك قط. على العكس لقد أعلن عن الذين يستسلمون للضحك إنهم غير سعداء (لو 6: 25). لا نسمح لكلمة "الضحك" أن تخدعنا إذ لها معنيان. فكثيرًا ما تستخدمها الأسفار المقدسة عن فرح الروح وبهجة المشاعر التي تتبع الأعمال الصالحة. كمثالٍ تقول سارة: "قد صنع إليَّ الله ضحكًا" (تك 21: 6). ويوجد قول آخر: "طوباكم أيها الباكون الآن، لأنكم ستضحكون" (لو 6: 21). بطريقة مماثلة كلمات أيوب: "عندما يملأ فاك ضحكًا" (أي 8: 21). كل هذه الشواهد للبهجة تشير إلى مرح النفس عوض المرح الصخب. لذلك من يكون سيِّدًا لكل هوى ولا يشعر بهياجٍ في مسرته، أو على الأقل لا يظهر تعبيرات خارجية بل يميل إلى ضبط كل لذة ضارة بحزمٍ، مثل هذا فهو عفيف كامل، وهو في نفس الحق متحرر من كل خطية بكل وضوح. بك يا رب أصير علة فرح الكثيرين،فتتحول الأرض إلى سماءٍ متهللة! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أوضح القديس باسيليوسالتمييز بين الضحك المُفسِد والضحك بمعنى فرح النفس وتهليلها بالله |
مزمور 63 | شبع النفس بالله |
لذة النفس وسعادتها بالله |
+ النفس التى تلتقى بالله |
النفس التى تلتقى بالله |