رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
على قمة العالم
جلست على قمة العالم حينما أحسست فى نفسى إنى لا أخاف شيئا ولا أشتهى شيئا انى مع الله ( القديس أوغسطينوس ) إبراهيم والبؤس لاحظ إبراهيم أن زوجته رفقة مرّة النفس، وإذ سألها عن السبب أجابته: "كيف لا تتمرّر نفسي ونحن نعيش على حد الكفاف مع أننا نبذل كل الجهد في خدمة أخيك موسى. نحن أمناء في خدمتنا، ونعطي من أعوازنا للفقراء، بينما أخوك عنيف وقاسي القلب وجاف في محبته وبخيل جدًا، وها هو يزداد غنى؟ " هزّ إبراهيم رأسه وأكد لها أن اللََّه العجيب في حبه وحكمته حتمًا سيعوضنا عن تعبنا وجهادنا وحبنا له ولاخوتنا الفقراء. أما رفقة ففي رقة عاتبت رجلها: "لماذا نستكين، هلم نذهب إلى بلدة أخرى ونعمل لعلّ اللََّه يهبنا رزقًا أفضل ، قرّر الاثنان أن يرحلا ويتركا خدمة موسى ليعملا في بلدة أخرى. وبالفعل إذ جمعا كل ما لديهما تركا بيتهما وانطلقا إلى مدينة مجاورة ، إذ سارا مدة نصف ساعة تذكر إبراهيم أنه قد نسي إناءً في البيت، ربما يحتاجان إليه في غربتهما ، عاد الرجل إلى بيته وأمسك بالإناء وإذا بشخص يخرج منه، فارتبك الرجل وسأله: من أنت؟ أجابه، أنا هو البؤس أرافقك في هذا البيت كل هذه السنوات، وها أنا ذاهب معك أينما حللت ، حزن الرجل وبقوة صرخ: اللََّه قادر أن يخلصني منك ، انطلق إبراهيم يجري، وفي الطريق إذ التقى بزوجته روى لها ما حدث ، شاهدا شجرة بها فرع ضخم، ضرب الرجل بفأسه هذا الفرع ليستخدم الحطب. وكانت المفاجأة أن الفأس دخل في الفرع ولم يخرج ، لحق البؤس به، وإذا به يسأله ماذا حدث؟ إني سأساعدك وبدأ يسحب الفأس وإذا بيده تدخل بدلاً من الفأس. حمل إبراهيم الفأس وشكر اللََّه لأن البؤس لن يعود يرافقه، وانطلق في رحلته يسبح اللََّه محطم البؤس في الوقت المعين ، أدرك موسى بأن أخاه وزوجته قد تركا المدينة، فأراد اللحاق بهما لكي يردهما لأنه محتاج إلى خدمتهما ، في الطريق وجد البؤس وقد عجز عن السير لأن يده داخل الفرع. صرخ البؤس طالبًا من موسى أن يساعده ، قال له موسى: "ليس لدي وقت لإضاعته في إنقاذك، يكفي أن أخي وزوجته قد تركاني، وليس من يخدمني". طلب البؤس منه عونًا فرفض تمامًا قائلاً له إني لن أعين كائنًا غبيًّا مثلك يضع يده هكذا ، هكذا كان موسى لا يميل إلى خدمة الآخرين، حاسبًا ذلك تضييعًا للوقت وغباوة ، وإذ أسرع موسى تاركًا البؤس، صرخ البؤس "أما تعرفني يا موسى؟" تعجب موسى كيف عرف اسمه، فسأله: من أنت؟ ولن أخبرك باسمي" ، أجاب البؤس: "أنا البؤس، أنا رفيق أخيك كل السنوات الماضية. . إن أنقذتني فإني أجري والتصق به فيبقى بائسًا كل أيام حياته ، فرح موسى أن البؤس سيحل بأخيه فيضطر إلى العودة لخدمته مهما كان قاسيًا معه ، عندئذٍ بفرح شديد بذل موسى كل الجهد لإنقاذ البؤس، وإذ أنقذه، بدأ البؤس يرقص طربًا! قال موسى: "لا يوجد وقت للرقص، لتُسرع وتلحق بأخي وزوجته ، ضحك البؤس وقال لموسى: هل لي أن أجد صديقًا مثلك، فأنت بحسدك لأخيك وأنانيتك أنقذتني. إني لن أفارقك ، هكذا التصق البؤس بموسى الحاسد وتخلص إبراهيم ورفقة بحبهما وجهادهما وشكرهما للَّه من البؤس في الوقت المناسب. هب لي قلبًا متسعًا بالحب لكل البشر، فلا يقدر أن يلتصق بي البؤس، بل نعمتك تسندني على الدوام. وتتحول حياتي إلى تسبحة لا تنقطع. لأحبك فأحب الكل وأفرح بعملك فيّ وفيهم |
|