رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
(في حوادث مأساواية متلاحقة تحوّل أيوب التقي من شخص بالغ الثراء والقوة إلى فقير معدم يُرثى لحاله، وجاء أصدقاؤه الحكماء لتعزيته) أيوب : الرب أعطى والرب أخذ ليكن إسم الرب مباركاً (فقد أيوب صحته واُبتلي بالمرض) أيوب : ليتني ما ولدتُ! أليفاز: الله يعاقبك على شرك. أيوب: أنا بارّ؛ فكيف يعاقبني الله على ما لم أفعل؟ بلدد: الله عادل بالتأكيد ولاشك أنك مخطئ، فتب إليه يرحمك. أيوب: أنا واثقٌ من براءتي، لكن من يعترض على أحكام الله؟ صوفر: هل تعرف أكثر من الله؟ لو تكلم الله لأكّد كلامنا. أيوب: أعرف أكثر منكم، ولا يحتاج الله إلى دفاعكم، ولو تكلم لأثبت براءتي. أليفاز: معرفتك ناقصة، وكلامك يثبت أنك مخطئ، والمعروف أن الله لا يعاقب إلا الأشرار. أيوب: كلامكم فارغ، والحقيقة أني أعرف أكثر، لكن ما فائدة الكلام؟ الأفضل أن أتكل على الله... بلدد: ونحن نؤكد أن التفسير الوحيد لمعاناتك أنك تعاني بسبب ما ارتكبته من آثام. أيوب: اثبتوا أني مخطئ، وأنا واثق أن معاناتي ليست دليلاً على خطية فعلتها، لكن حاذروا من الوقوع في الخطأ. وليس أمامي إلا وضع رجائي في الله. صوفر: لكن ما عرفناه منذ القديم هو ما نردده الآن أن التعاسة والشقاء نصيب الأشرار. أيوب: فلماذا نرى الكثيرين من الأشرار يعيشون في راحة وسلام؟ أليفاز: لا تدعي البر، وإن كان لم يرك أحدٌ تخطئ فعينا الله تراقبانك. أيوب: الله يعلم ببري وصلاحي، وما يحيرني أنه لايتكلم، وأكرر : كيف نجد حولنا أشرراً ينعمون بالعيش؟ بلدد: لايمكن أن يتبرر الإنسان أمام الله، وإن كان الملائكة يخطئون فكيف ابن آدم؟! أيوب: أنا أخاف الله، ولا يمكن أن اخطئ إليه، فالحكمة هي في مخافته، ولكني أؤكد أني بار أمام الله والناس. أليهو: للأصدقاء: لماذا إصراركم على أن ايوب مخطئ؟ لماذا تصرون على ظلمه؟ لأيوب: لماذا تصر على أنك بار؟ فهل الله ظالم؟ وإن كنتَ باراً فهل أنت أبرّ من الله؟ لايعوزنا إلا أن يتكلم الله ونحن نصغي إليه. الرب : لأيوب: لست تعرف شيئاً كما تدّعي. أما معرفتي فهي مطلقة، أنا كلي القدرة والمعرفة والحكمة والسلطان وكل الخليقة تعلن ذلك. أيوب: نعم! أنت على حق، أما أنا فحقير ولا يمكنني مجاوبتك. الرب: تقول أنك بار وأن البار لا يعاقب؛ فهل أنا ظالم لما سمحت به من آلام؟ أيوب: أنا نادمٌ على ما قلتُ، أنت بارٌّ في كل ماتفعل، كنتُ جاهلاً والآن عرفتك. كنت أعمى الآن أبصرتك. الرب: عبدي أيوب قال فيّ الصواب، أما أنتم (الأصدقاء الثلاثة) فأخطأتم، فتوبوا وهو يصلي من أجلكم. (ورد الرب سبي أيوب) ( العجيب أنّ أيوب سبَّ يومه وتمنى لو لم يولد وطلب الموت. لكن بارك الرب آخرته وعاش طويلاً وشبع أياماً) |
|