رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بشارة مرقس "بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللّهِ" (مرقس 1:1). لم يكن مرقس من رسل المسيح، ولم يُذكر اسمه مطلقاً في البشائر الأربع. كان اسمه العبراني يوحنا، واسمه اليوناني (المتفق مع الروماني) مرقس. وقد ورد ذكر هذا الكاتب أول مرة بعد صعود المسيح ببضع سنين. وكان ابن امرأة مؤمنة بالمسيح اسمها مريم، أخت برنابا اللاوي القبرصي الذي اشتهر كثيراً في التبشير. ويقول الرسول بطرس عن مرقس إنه ابنه، وهي تسمية حُبّية تدل على أن مرقس اهتدى إلى الإيمان بواسطة بطرس. وقد اتفقت كتابات الآباء المسيحيين على أن مرقس كان تلميذاً لبطرس، وأنه كتب بشارته بتوجيهه، وهذا هو السبب في عدم كتابة بطرس بشارة باسمه. أما مقدمة مرقس فتقول: "بدء إنجيل يسوع المسيح ابن اللّه". ومنها نتبيّن أن سيرة المسيح هي إنجيل، أي بشارة مفرحة مثلثة، ظاهرة في الاسم المثلث الوارد في هذه المقدمة أي: يسوع، ومسيح، وابن اللّه. يسوع: وقد أُطلق على المسيح اسم يسوع (أي مخلّص) بأمر الملاك الذي كرر هذا الاسم عندما بشّرَ بقُرْب ولادته. وفسّرَ تخصيص هذا الاسم لهذا المولود بقوله: "لِأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ" (متى 1:21) فيكون خلاصه خلاصاً أبدياً. المسيح: ويُسمَّى "المسيح" لأنه ابن داود، الموعود به من زمن آدم فما بعده، إذْ قد مسحه اللّه نبياً وكاهناً وملكاً. وأرسله إلى العالم حسب تلك النبوّات الثمينة التي قدمها للآباء والأنبياء، في سلسلة متواصلة كريمة، جيلاً بعد جيل. ابن اللّه: ويُسمَّى ابن اللّه بحق، لأنه لم يأخذ هذا الاسم الجليل من بشر، بل بإعلان إلهي ورد على لسان الملاك الذي بشر العذراء الطاهرة بأنها ستلد ابناً يكون عظيماً "وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى" (لوقا 1:32). ولما طلبت إيضاح هذا الأمر المستحيل عندها، حقّقه لها جبرائيل بالتكرار، لأنه كان من الضروري إعلان مقامه الإلهي الحقيقي قبل مجيئه، فليس بين كل أخبار التاريخ البشري خبر يستحق أن يُسمَّى إنجيلاً كخبر المسيح، فهو حقاً بشارة. ولا عجب أن النبي الإنجيلي إشعياء السابق للمسيح بنحو سبعمائة سنة قال فيه: "رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لِأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لِأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ" (إشعياء 61:1) ولا عجب أن الملاك لما أخبر رعاة بيت لحم بولادته قال: "أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ" (لوقا 2:10). ففاتحة مرقس هذه المكوَّنة من ست كلمات، تلخص ما هو ضروري أن نعرفه عن يسوع المسيح. |
|