رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جمع جورج أولاده الثلاثة وقال لهم : - أنتم تعلمون ياأولادى إننى قد شخت ولم يبق لى من العمر إلا أشبار قليلة لذا أردت أن أوزع كل ثروتى بينكم . قدم جورج لكل ابن نصيبه ، وكان الكل مستريحا لتصرف الأب الحكيم والمملوء حبا . أخيرا قال لهم : بقيت لدى لؤلؤة هى أثمن ما لدى ، أود أن أقدمها لمن قام بأفضل عمل . قال الأول : أظن ياأبى إنى أستحقها ، فقد سافرت الى بلاد بعيدة لا أعرف سكانها ، غير أن رجلا ثريا اكرمنى فأودعنى ما له وجميع مقتنياته دون كتابة صك أو إيصال أمانة . وإذ سافر عاد فسلمت اليه كل ما عهده بى بكل أمانة . قال الأب الشيخ : حسنا فعلت يابنى ، لكنك لم تفعل إلا ما أنت ملتزم به ، ولو أنك لم تفعل ذلك لحسبت مخطئا آثما . تقدم الإبن الثانى وقال لأبيه : لقد عملت ما هو أفضل ياأبى . بينما كنت سائرا فى طريقى على شاطئ بحيرة ، إذ بغلام يصارع مع الأمواج ، ويصرخ طالبا النجدة ، ولكن لم يبال أحد به ، وكأن قلوب المارة قد جمدت . لم أحتمل الموقف فألقيت بنفسى فى البحيرة بثيابى وأنقذت الغريق . وإذ حاول الناس أن يشكرونى هربت ، فقد قمت بالعمل لأجل إرضاء ضميرى . أجابه الأب الشيخ : حسنا ياابنى ، ولكن ما قمت به هو واجب يلتزم به كل أمرئ ينبض فى عروقه حب لأخوته فى البشرية . وأخيرا تقدم الإبن الثالث وقال لأبيه : ياأبى ، حدث إنى كنت أتجول شاهدت راعيا كان يقاومنى بلا سبب ، ويحمل لى كراهية وبغضة بلا ذنب ، رأيته يغط فى النوم بالقرب من هوة عميقة ، ولو تحرك حركة خفيفة لقضى على حياته . مر بى فكر الإنتقام ، لكنه لم يستمر إلا لحظات سريعهة . صرخت إلى إلهى كلى الحب وطلبت أن أقتدى به ، فأنطلقت نحو الراعى وأجتذبته بلطف عن حافة الهاوية ، فنجا من الموت .أقول الحق ياأبى ، لقد تمتعت بالمكافأة . وجدت عذوبة فائقة تملآ كل كيانى . أدركت عذوبة وصية مسيحى : أحبوا أعداءكم ، باركوا لاعينكم ، أحسنوا الى مبغضيكم ، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم . هذا وقد صار الراعى لى صديقا حميما ، تحول قلبه الحجرى المغلق إلى قلب ملائكى متسع بالحب . قدم جورج الى ابنه اللؤلؤة وهو يقول : إنك تستحق هذه اللؤلؤة ، فقد قمت بما يعجز عنه الإنسان الطبيعى ، لأنك أنقذت حياة عدوك . أما لؤلؤتك الحقيقية فهى تمتعك بالسيد المسيح نفسه محب البشر . صلاة هب لى يارب روح الحب هب لى يارب القلب المتسع هب لى ذاتك وانا عدو صالحتنى مع الأب وفتحت لى ابواب سمائك ووهبتنى الشركة مع ملائكتك هل لى أن ارد هذا الحب حتى مع مقاومى ؟! أمين |
|