زيت الزيتون البكر يحمي من الزهايمر

[Mary Naeem]

زيت الزيتون البكر يحمي من الزهايمر






يرتبط النظام الغذائي المتوسطي بمجموعة متنوعة من الفوائد الصحية، بما في ذلك انخفاض معدل الاصابة بالخرف. وقد حدد الباحثون مؤخرا، عنصرا محددا يحمي من التدهور المعرفي متمثلا بزيت الزيتون البكر الممتاز أو ما يسمى بالأضافي. ففي دراسة جديدة، أظهر الباحثون أن استهلاك زيت الزيتون البكر يحمي الذاكرة ويعزز القدرة على التعلم ويقلل من تشكيل لويحات الاميلويد بيتا والتشابك العصبي في الدماغ التي تعد من العلامات الكلاسيكية لمرض الزهايمر. فقد حدد الفريق البحثي أيضا الآليات الكامنة وراء الآثار الوقائية لزيت الزيتون البكر الممتاز. ومن فوائد زيت الزيتون البكر الممتاز أنه يحمي صحة القلب، يساعد على مكافحة السرطان، يساعد على فقدان الوزن والوقاية من السمنة، يدعم صحة الدماغ، يحارب اضطرابات المزاج والاكتئاب، يعزز صحة الجلد ويساعد على نضارة البشرة بشكل كبير جدا، يمكن أن يساعد في منع أو علاج مرض السكري، ويساعد على توازن الهورمونات.
يقول كبير الباحثين البروفيسور دومينيكو براتيكو، أستاذ في قسم الصيدلة وعلم الأحياء المجهرية ومركز الطب الانتقالي في لكسوم: “لقد وجدنا أن زيت الزيتون يقلل من التهاب الدماغ، ولكن الأهم من ذلك أنه ينشط عملية تعرف بأسم البلعمة الذاتية، وهي العملية التي تنهار فيها الخلايا وتعمل على تطهير السموم والبقايا المسامية الضارة داخل الخلايا والزوايا مثل لويحات اميلويد بيتا والتشابك العصبي في الدماغ.” ويضيف موضحا: “الخلايا الدماغية للفئران التي تتغذى بزيت الزيتون البكر الممتاز المخصب لها مستويات أعلى من البلعمة الذاتية وانخفاض مستويات لويحات الأميلويد و التشابك العصبي الفوسفوريلاتي. فالمادة الأخيرة تكون هي المسؤولة عن التشابك العصبي الذي يشتبه في أنه هو السبب في المساهمة بخلل الخلايا العصبية في الدماغ وانه هو المسؤول عن أعراض الذاكرة ومرض الزهايمر. وقد أشارت دراسات سابقة الى أن الاستخدام الواسع النطاق لزيت الزيتون البكر الممتاز في النظم الغذائية للأشخاص الذين يعيشون في مناطق البحر الأبيض المتوسط هو المسؤول الى حد كبير عن الفوائد الصحية العديدة المرتبطة بالحمية المعروفة بأسم “حمية البحر الأبيض المتوسط”. يقول البروفيسور براتيكو: “يسود الاعتقاد الحالي بيننا نحن الباحثين والمتخصصين الى ان زيت الزيتون البكر الممتاز هو أفضل بكثير من الفواكه والخضراوات وحدها، لكونها تعد دهونا نباتية أحادية غير مشبعة أكثر صحة من الدهون الحيوانية المشبعة”.
الزيتون والخرف من أجل التحقيق في الصلة بين زيت الزيتون البكر الممتاز والخرف، استخدم الدكتور براتيك وزملاؤه نموذج فئران مصابة بمرض الزهايمر المعروفة باسم نموذج الفئران المعدلة وراثيا، اذ ان تلك الحيوانات عملت على تطوير ثلاث خصائص رئيسة للمرض وهي تدهور وضعف الذاكرة، وتلف الأميلويد، والتشابك العصبي الليفي. قسم الباحثون الفئران الى مجموعتين، الاولى منها تلقت حمية يطلق عليها تسمية حمية تشاو المدعمة بزيت الزيتون البكر الممتاز، فيما تلقت المجموعة الثانية نظاما غذائيا عاديا يخلو من زيت الزيتون البكر. بعدها تم ادخال زيت الزيتون في النظام الغذائي عندما كانت الفئران بعمر ستة أشهر قبل أن بدأت أعراض مرض الزهايمر في الظهور في النموذج الحيواني. ولكن في المظهر العام، لم يكن هناك فرق بين المجموعتين من الفئران. ومع ذلك، في سن 9 أشهر و 12 شهرا، كان أداء الفئران التي اعتمدت في نظامها الغذائي على زيت الزيتون البكر الممتاز أفضل بكثير على الاختبارات المصممة لتقييم الذاكرة العاملة والذاكرة المكانية، وقدرات التعلم. كما أظهرت دراسات أنسجة المخ لدى المجموعتين من الفئران، اختلافات كبيرة في ظهور وظيفة وفعالية الخلايا العصبية. يقول براتيكو: “الشيء الوحيد الذي برز على الفور هو سلامة التشابك العصبي الليفي. اذ تم خلاله الحفاظ على سلامة الترابط بين الخلايا العصبية المعروفة باسم نقاط الاشتباك العصبي في الفئران التي استخدمت نظاماً غذائياً مدعماً بزيت الزيتون البكر. وبالاضافة الى ذلك، وبالمقارنة مع الفئران التي اتبعت نظاما غذائيا منتظما، أظهرت النتائج ان خلايا الدماغ للفئران من المجموعة التي تغذت على زيت الزيتون البكر، زيادة كبيرة في تفعيل الخلايا العصبية والليفية التي كانت في نهاية المطاف مسؤولة عن انخفاض مستويات لويحات الأميلويد والفوسفوريلاتد.” ويوضح براتيكو: “هذه هي نتيجة مثيرة بالنسبة لنا، اذ انه وبفضل تفعيل التلقيح الذاتي، تم الحفاظ على الذاكرة وسلامة التشابك العصبي الليفي، وتم تخفيض الآثار المرضية في الحيوانات الموجهة لتطوير مرض الزهايمر بشكل ملحوظ. وفي الحقيقة يعد هذا اكتشافاً مهماً جدا، لأننا نشك في أن الانخفاض في البلعمة الذاتية يمثل بداية مرض الزهايمر.” ويسعى البروفيسور براتيك وزملاؤه الى مزيد من التحقق والدراسة في تأثيرات ادخال زيت الزيتون البكر الممتاز في النظام الغذائي للفئران نفسها عندما تصل الى عمر 12شهرا. ويختتم براتيكو: “عادة عندما يشاهد الطبيب مريضا يشتبه في اصابته بالخرف، فأن المرض يكون موجودا بالفعل. ونحن كفريق علمي وبحثي نريد ان نعرف بشكل تام ما اذا كان زيت الزيتون البكر الذي اضيف في وقت لاحق في النظام الغذائي انه يمكن فعلا اما وقف هذا المرض الخطير أو ارتكاسه.