منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 05 - 2012, 08:25 PM
الصورة الرمزية Magdy Monir
 
Magdy Monir
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Magdy Monir غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017






لو زارك الرب يسوع



لو زارك الرب يسوع

فى إحدى المدن كان يعيش مارتن الإسكافى، فى بدروم ذو نافذة واحدة تطل على الشارع، و برغم رؤيته لأرجل المارة فقط إلا أنه كان يعرفهم من أحذيتهم التى سبق أن أصلحها لهم...

وكان أميناً فى عمله، فقد كان يستعمل خامات جيدة ولا يُطالب بأجر كبير، فأحبه الناس وازداد ضغط العمل كانت زوجته وأطفاله قد انتقلوا منذ عدة سنوات، وفى حزنه الشديد كان يعاتب الله كثيراً...

إلى أن جاءه أحد رجال الله الأتقياء، فقال له مارتن: " لم يعد لى رغبة فى الحياة، إنى أعيش بلا رجاء " فرد عليه الرجل: "إنك حزين لأنك تعيش لنفسك فقط... إقرأ فى الأنجيل وأعرف ما هى إرادة الله .... أشترى مارتن كتاباً مقدساً وعزم أن يقرأ فيه وعندما بدأ يقرأ وجد فيه تعزية جعلته يقرأ فيه كل يوم...

وفى إحدى الليالى التى كان يقضيها مارتن فى القراءة، فتح الإنجيل على فصل فى بشارة القديس لوقا الذى دعا فيه الفريسى الرب ليأكل عنده ، ودخلت امرأة خاطئة وسكبت طيباً على قدميه وغسلت رجليه بدموعها وقال الرب للفريسى: " دخلت بيتك وماء لرجلى لم تعط أما هى فقد بلت بالدموع رجلى ومسحتهما بشعر رأسها، بزيت لم تدهن رأسى أما هى فقد غسلت بالطيب قدمىّ.." تأمل مارتن فى الكلام وقال فى نفسه: "هذا الفريسى يُشبهنى تُرى لو جاء الرب لزيارتى هل سأتصرف مثله؟" سند رأسه على يديه وراح فى نوم عميق...

وفجأة سمع صوتاً، فتنبه من نومه ولكن لم يجد أحداً بل رن صوت فى أذنيه: "مارتن ترقب، فغداً آتى لزيارتك" استيقظ مارتن قبل شروق الشمس مبكراً كالعادة، وبعد أن صلى أشعل المدفأة وطبخ شوربة ساخنة ثم لبس مريلة وجلس بجانب المدفأة ليعمل. ولم يُنجز فى عمله لأنه كان يفكر فيما حدث ليلة أمس،

ونظر من النافذة لعله يرى صاحب الصوت آتياً... فكلما رأى حذاء غريباً تطلع ليرى الوجه. مر خادم ثم سقا ثم رجل عجوز يدعى اسطفانوس كان ينظف الثلج من أمام نافذة مارتن... دقق النظر فيه ثم عاد يخيط الحذاء الذى فى يده، وحينما نظر مرة أخرى من النافذة وجد اسطفانوس وقد سند يديه على الجروف وقد ظهرت على محياة إمارات الإجهاد الشديد... فنادى عليه، ودعاه للدخول للراحة والإستدفاء...فرد: "الرب يباركك".

ودخل وهو ينفض الثلج من عليه ويمسح حذاءه، وكاد يسقط فسنده مارتن وقال: "تفضل اجلس واشرب الشاى" صب مارتن كوبين، أعطى واحداً لضيفه وأخذ الآخر وسرح بنظره تجاه النافذة، مما أثار فضول اسطفانوس فسأل: "هل تنتظر أحداً؟" "ليلة أمس كنت أقرأ فى إنجيل لوقا عن زيارة الرب يسوع للفريسى الذى لم يرحب به مثلما فعلت المرأة الخاطئة. فكنت أفكر إذا زارنى يسوع فماذا سأفعل وكيف سأستقبله؟

وبعد أن استغرقت فى النوم سمعت صوتاً يهمس فى أذنى...انتظرنى فسوف آتيك غداً" ... تدحرجت دموع اسطفانوس فيما هو يسمع ثم نهض وقال: "أشكرك يا مارتن فقد انعشت روحى وجسدى" .

خرج اسطفانوس وعاد مارتن للنظر من النافذة والعمل بلا تركيز... ورأى هذه المرة سيدة تحمل طفلاً فى حضنها محاولة أن تحميه من الرياح الشديدة، فأسرع مارتن خارجاً ودعاها للدخول، وفيما هى تستدفئ جهز لها بعضا من الخبز والشوربة الساخنة وقال: " تفضلى كلى يا سيدتى" وفيما هى تأكل قصت عليه حكايتها قائلة: "أنا زوجة عسكرى بالجيش وهو ذهب فى استدعاء منذ ثمانى أشهر ولم يرجع حتى الآن... وأنا بعت كل شئ، حتى آخر شال عندى رهنته أمس، لأستطيع الحصول على بعض الطعام لى ولأبنى" أخرج مارتن معطف ثقيل من عنده وقال: "خذى هذا إنه قديم ولكن يصلح لتدفئة الطفل" .

أخذته المرأة وانفجرت دموعها داعية له: "الرب يباركك" ابتسم لها مارتن وحكى لها عن حلمه، فردت: " ولمَ لا يحدث هذا، فليس شئ عسيراً عند الرب" .

ودعها مارتن بعد أن زودها ببعض المال لتسترد شالها الذى رهنته. عاود مارتن وحدته وعيناه لا تنظران إلى ما يفعل بل هى مُثبتة على النافذة... ورأى امرأة تبيع تفاحاً فى سَبَت وما إن أنزلت السَبَت عن كتفها حتى امتدت يد ولد فقير تخطف تفاحة، إلا إنها أمسكت به تضربه وتهدده باستدعاء الشرطة.

جرى مارتن نحو السيدة والولد وقال: "أرجوك يا أماه، اتركى الولد لأجل خاطر المسيح" أما هى فقالت: "ولكنها سرقة، لابد أن يؤدب الولد" فرد مارتن: "يا أماه، إن كان هذا الولد لابد أن يعاقب من أجل سرقة تفاحة، فكم يكون عقابنا نحن الذين فعلنا خطايا جسيمة هذا مقدارها" فأجابت بخجل: "عندك حق" أخذ مارتن تفاحة من السبت وأعطاها للولد وقال للسيدة إنى سأدفع لك ثمن هذه التفاحة.

وفى النهاية انحنت المرأة لتلتقط السبت فقال لها الولد الفقير: " دعينى أحمله عنك يا أماه، فأنا ذاهب فى طريقك دخل مارتن منزله وأخذ يعمل حتى كلت عيناه... فوضع شغله جانباً وأضاء المصباح وأخذ الإنجيل على غير العلامة التى وضعها بالأمس، وسمع صوتاً يقول: "أتعرفنى يا مارتن؟" - "من أنت؟" - "أنا هو"

وفى ركن الحجرة ظهرت هيئة اسطفانوس، ثم بدت له المرأة وطفلها، ثم بائعة التفاح والطفل بجانبها ممسكا بتفاحة... ثم اختفوا فرح مارتن جداً وبدأ يقرأ فى الأنجيل فوجد الآيات التالية: "كنت جوعاناً فأطعمتمونى، عطشاناً فسقيتمونى، غريباً فآويتمونى..." ثم قرأ أيضاً: "كل ما فعلتم بأحد هؤلاء الصغار فبى قد فعلتم"

حينئذ فهم مارتن أن المخلص زاره و أنه استقبله كما ينبغى "











رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يسوع شارك بشكل كامل في بُعد المحدوديّة والفقر والموت الّذي يُميز الطبيعة البشريّة
ايقونة نادرة‼️ العذراء مع الرب يسوع والقديسة حنة جدة الرب يسوع
ماذا يفعل الرب يسوع كمصالح؟ وماذا يفعل الرب يسوع كرئيس كهنة؟
شارك الرب مخاوفك واتركها بين يديه
خلينا يارب نكون إيدين الرب يسوع ابتسامة الرب يسوع خليهم يشوفوك انت فينا-بين الأصحاب


الساعة الآن 11:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024