رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ليــــــه أنــــــا...!؟ سؤال يتردد بداخلنا كثيراً طُوال مسيرة التعافي، وقد تزيد حدته في أوقات العجز والإحباط والضجر، حيث يصعب علينا حينها الوصول إلى إجابة مقنعة. وإذا بشعلة اليقين تخفت داخل قلوبنا الحائرة، وربما يصل لفقدان الأمل، بل وفقدان الإيمان في التعافي نفسه، وقد يصل بنا الأمر لسؤال: لماذا أنا؟ سؤال يفتح الباب لأسئلة أكثر عمقاً وتعقيداً وخطورة. لماذا أنا؟! كيف سمح الله لكل ذلك أن يحدث؟، من يضمن لي أن أحداً سيكون بجواري ويحميني؟، إلى متى سأظل منتظراً هكذا؟، العديد من الأسئلة تتوالى وتتلاحق دون هوادة، إلى أن نجد أنفسنا عاجزين ومتهالكين تماماً. لماذا أنا؟! سؤال يزحف إلى صدورنا في أوقات الضباب، وما أكثرها! نعم، تلك هي الحقيقة التي يجب على كل سائر في هذا الدرب أن يدركها ويؤمن بها، فالتعافي هو مسيرة تغيير لا نهاية لها، والتغير هو سُنّة الحياة، والحياة كعادتها حافلة بكافة المتناقضات، بها الضباب والوضوح، بها الأمان والخوف، بها الأمل واليأس... إلخ، فمسيرة التعافي ليست وردية طوال الوقت، لكنها مضيئة دائماً. وبالطبع ليست مؤلمة كألم الإساءات، والجروح التي أتت بنا إلى تلك المسيرة، فالألم في التعافي هو ألم الحياة بعد موت عميق، كما أن الشعور بالوحدة في التعافي هو ضريبة الخروج من القطيع، لكن تلك الوحدة ليست عُزلة. فالعُزلة نشعر بها حينما لا نكون أنفسنا، أما الوحدة – وهي بالطبع مؤلمة – لا نشعر بها إلا حينما نختار درب الحقيقة، مهما بدا صعباً ومهجوراً وضد التيار. علينا أن ندرك جيداً كل ما سندفعه من مشاعرنا، وأوقاتنا كضرائب للتعافي والتغيير. علينا أن نتحلى بالصبر والسكينة، كي تمر العقبات من طريقنا بسلام. علينا أن نقبل ما كنا عليه من ضعف، وما نحن عليه من خوف، كي نحمي أنفسنا من الانحسار والسخط. علينا ألّا ننزعج من تلك الأسئلة الهامسة والظنون المخيفة. أنا أسأل إذن أنا أفكر، إذن أنا موجود، إذن أنا حي، استطيع أن أتقبل محدوديتي، وأن أرى قدراتي في آن واحد. أستطيع أن استوعب تساؤلاتي الحائرة، تماماً، مثل استطاعتي أن أدرك معنى الحياة بكل ما فيه من تناقضات وتوازن. لماذا أنا؟! سؤال يبدو منطقياً، إذا تمت الإجابة عليه بإعادة صياغته، فيكون كالآتي: لماذا أنا.. لا أريد أن يحدث لي شيئا؟! لماذا أنا.. لا أريد أن أتعرض للألم؟! لماذا أنا.. لا أريد أن أختبر ضعفي وقوتي؟! وهكذا، تتوالى الأسئلة التي تثبت قدمي على الدرب... درب التعافي. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إناء فارغ أنــــــا |
أنــــــا ؟! |
ليــــــه !!! ؟؟؟؟؟ |
زعلانين ومكشرين ليــــــه ياحبايبـــــى ؟؟ . |
تامل ( أنــــــا ميــــــــــن ) |