نظرة عامة للمزامير
بعض المزامير يُطلق عليها الشراح اسم المزامير المسياوية لأنها تتحدث عن المسّيا أو المسيح. ومع أن كل المزامير تتكلم بصورة أو بأخرى عن المسيح، بل الكتاب المقدس كله موضوعه الرئيسي هو المسيح، لكن "المزامير المسياوية" هي تلك التي جاءت منها اقتباسات صريحة ومباشرة في العهد الجديد عن المسيح.
هناك مزامير كثيرة تنطبق على ظروف كاتبها، كما وتنطبق علينا نحن المؤمنين، لأن كل ما كتب، كتب لأجل تعليمنا(رو15: 4)، لكن هناك مزامير أخرى في الوحي لا يمكن أن تنطبق سوى على شخص المسيح لا سواه. نذكر على سبيل المثال ما ورد في مزمور 16 «لأنك لن تترك نفسي في الهاوية. لن تدع تقيك يرى فساداً»، ولقد اقتبس كل من الرسولين بطرس وبولس هذه العبارة. وكان تعليق الرسول بطرس عليها «يسوغ أن يقال لكم جهاراً عن رئيس الآباء داود إنه مات ودفن وقبره عندنا حتى هذا اليوم. فإذ كان نبياً وعلم أن الله حلف له بقسم إنه من ثمرة صلبه يقيم المسيح حسب الجسد ليجلس على كرسيه، سبق فرأى وتكلم عن قيامة المسيح أنه لم تترك نفسه في الهاوية ولا رأى جسده فساداً» (أع27:2ـ31). كما علق عليها الرسول بولس فقال «لأن داود بعد ما خدم جيله بمشورة الله رقد وانضم إلى آبائه ورأى فساداً. وأما الذي أقامه الله فلم ير فساداً» (أع36:13،37).