حكايات عن الموتى والأحياء

[walaa farouk]

- في لقاء جمع برنارد شو مع عالم ياباني كبير، سأل الياباني جورج ساخرًا: إيه حكاية الورد اللي بتحطُّوه على القبور دا؟ هو الموتى بتوعكم بيصحوا الصبح يشمُّوا الورد؟!
جورج قال له: لأ. عندك حق. بس إيه حكاية الرُزّ اللي بتدفنوه مع الموتى دا؟ هم موتاكم بيقوموا يتعشّوا ويناموا؟!!
- علم النفس في الحقيقة بيفترض إننا بنعمل الحاجات دي لنا إحنا، لأنفسنا، مش للموتى. نعملها عشان نخفّف عنا ألم خيالات الرحيل والراحل، ووحدتنا ووحدته. نخفّف عنا مشاعر الذنب، ذنب إننا لسّه عايشين وسبناهم يموتوا. عشان نلغْوش على عجزنا عن الفعل بفعل "الإهداء"؛ عشان نلغْوش على قلة حيلتنا وسلبيتنا واستسلامنا قُدَّام الموت؛ عشان نعتذر عما فعلنا وما لم نفعل؛ عشان نتصالح مع الموتى ومع أنفسنا،
وأحيانا، هو تذكرة بعهد قديم ما قدرناش نوفي به؛
إعتذار عن إننا ما مُتناش معاهم؛
وهو كمان بقايا اعتقادات الإنسان القديم، قربان للأرواح ورجاء لهم بالعفوّ عنا، بالسلام والسلامة،
وقربان للآلهة المهدِّدة المتوعّدة.
البشر كلهم بيتصرَّفوا بنفس الطريقة تقريبًا، مع اختلاف التفاصيل.