فى الأصحاح العشرين من إنجيل يوحنا نرى صورة جميلة لمحبة المؤمن لفاديه

[nasser]

مريم عند القبر
وفى أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية
إلى القبر باكراً والظلام باق
يو1:20
فى الأصحاح العشرين من إنجيل يوحنا نرى صورة جميلة لمحبة المؤمن لفاديه وحبيبه الرب الذى بذل حياته لأجله فوق الصليب فنرى مريم المجدلية آتية إلى الرب باكراً جداً فى الصباح فلم تنتظر شروق الشمس بل بكّرت والظلام باق للذهاب إلى المكان حيث كان موضوعاً جسد أعز وأعظم حبيب لها-سيدها وفاديها الرب يسوع-
الذى كان قلبها مشغولاً بتقديم خدمة لجسده الكريم.فقلبها الذى كان مملوءاً حُباً ومشغولية بشخصه العزيز المبارك لم يجد راحة فى الانتظار فى مكان بعيد عنه.
وظاهر من هذه الصورة أنها ذهبت وحدها فلم يكن معها أحد يشجعها أو يواسيها أو يعزيها فى الطريق وهى امرأة ضعيفة ماشية منفردة وحدها فى الظلام منكسرة القلب متألمة وحزينة لموت سيدها وربها المحبوب.
بطرس الذى قال مرة للرب يسوع:"إنى أضع نفسى عنك" ويوحنا الحبيب الذى كان يسوع يحبه لم تصل مشغولياتهما بالرب يسوع لهذه الدرجة لأنهما بعد أن دخلا القبر وتحققا أنه كان فارغاً ونظرا أكفان الموت التى تركها ذلك السيد العظيم الذى كسر شوكة الموت وقام من الأموات
رجعا إلى موضعهما أما مريم التى كان قلبها مملوءاً حُباً لسيدها لم تفكر قط فى الرجوع بل استمرت واقفة باكية منحنية ناظرة إلى القبر.
وليس ذلك فقط بل نرى أيضاً فى هذه الصورة الجميلة مقدار تأثير المشغولية بقلب مريم فإنها لما التفتت إلى الوراء قالت لمَن ظنت أنه البستانى:"يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقُل لى أين وضعته".فنلاحظ هنا أنها لم تذكر اسم يسوع فلم تقل:"يا سيد إن كنت أنت قد حملت يسوع.."
بل قالت:"إن كنت أنت قد حملته..."
إذ نظراً لأن قلبها كان مملوءاً بالمشغولية بيسوع ظنت أن مَن تحدثه مشغولاً مثلها به فلم تخاطبه كشخص خالى الذهن ممَن يشغل قلبها بجملته.
وهذه هى لغة قلب المؤمن فى كل زمان ومكان متى وصلت مشغوليته بشخص الرب لهذه الدرجة فإنه يظن أن المؤمنين الذى يراهم حوله لابد وأن تكون لهم المشغولية مثله بهذا السيد الحبيب.