منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 06 - 2017, 10:00 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,880

لماذا يغير اسمه كل من يصبح راهباً؟


للقديس نكتاريوس أسقف المدن الخمس
لقد حافظ الرهبان الأبرار ، الذين تعهّدوا أن يعيشوا حياةً فاضلةً ، على عادة تغييرِ اسمِهم .
وهذا يصير لسببيَن مهميَن .
السبب الأول هو نكران الحياة ِالسابقة ِ بالكامل .
أمّا السبب الثاني فهو أن تتمثّل بالقديس الذي اتخذنا اسمه في مسيرة حياتنا .
يساعدُنا تغييرُ الاسم أن ننسى الماضي ، وأن نتذكر باستمرار التغيير الحاصل لذاكَ الذي غيّر طريقة حياته وكلّ واجباته التي يجب أن يتمّمها بمحبةٍ كبيرةٍ ورغبة .
الإسم مرتبط بالشخص إلى حدٍ كبيرٍ ، لدرجة إننا لا نستطيع أن نفصل شخصيّتنا عنه .
لذلك ، ذِكر الواحد يجلبُ الآخر إلى الذاكرة ،
والتطرق إلى الواحد يصير إلى الآخر في الوقت ذاته .
وبما أننا نملك الاسم القديم فلا شكّ أننا نمتلك تذكّراً غير منقطعٍ للإنسان القديم .
لقد تمت المحافظة على عادة تغيير الإسم ، بسبب القوة الأخلاقية التي يمتلكها ( التغيير ) .
لكنّ تغيير الاسم يفقد قوته ، عندما تتوقف إرادتنا عن تتميم التعهدات وتطبيقها ، التعهدات التي تُذكّرُ الرهبان بالإسم الجديد ، هذا يحدث لأن الإنسان القديم يحيا في داخلهم ويحبونه أكثر من الجديد ، ولذلك ، لا يبالون بالذكير المستمر الحاصل لهم في كل مرّة ينادونه بالاسم الجديد .
هذه اللامبالاة بالواجبات ، لا تذكر الرهبان بالاسم ، تشهد على وجود سوءٍ آخر ،
وهو إقصاء صوت الضمير .
إذ إنّ في كلّ إقصاءٍ لواجبات الحياة الجديدة ، التي تذكر دائما بالاسم الجديد ، يثور الضمير ويعترض ، ولكن ما مِن أحد يسمع له ، لأن السيطرة على "هي" للإنسان القديم ، الذي يزدري بحقوق الانسان الجديد ، التي يُعبّر عنها صوت الضمير .
يصل هذا الازدراء إلى مثل هذا الحدّ ، بأن يرفض القبول صوت الضمير ، وبأن كلّ ما يصدر عنه هو حماقة وغير معقول ، وفي النهاية يفرض عليه الصمت .
هذه الحالة تشبه تصلُّب الضمير .
أما الراهب الذي يزدري الصوتَ الذي يقضي بحفظ واجباته ، فهذا مُصاب ، ويحٌ له .
هذا سيُجان ، لأنه لم يعش بحسب الله ، ووضع أناه ومعرفته الخاصة فوق معرفة الآباء الأبرار ، ولم يُقدّم ما هو صالح ٌ .
لقد قَدّم الأخوان قايين وهابيل تقادم لله ، لكن قايين لم يقدّم تقدمة صالحةً وقد جرّبه الله .
وعوزيّا قدّمَ لله بخوراً في مبخرةٍ ذهبيّة ، وولكنّه أُدينَ ، لأن تقدمته لم تكن صالحة .
وشاولَ أيضاً قدّم تقدمةً لله ولكنه أُدينَ هو وأهل بيته ، لأنه لم يقدّم عطيّةً صالحةً .
واليهود أيضاً قدّموا لله ذبائح ، ولكن الله لم يقبلها وكان يقول : " نفسي تمقتها " ،
حتى إنّه لا يكفي لكي يُرضيَ الانسان الله أن يقدّم فقط ذبائح ، وعطايا وصلوات ،
بل أن يعمل تقدمة صالحةً ، أيّ ، أن يملِكَ احساساً بنقصه وعدم استحقاقه .
ولكن ، لكي يوجد مثل هذا الاحساس ، على الواحد أن يمتك نِكراناً للذات كاملاً وخضوعاً لوصايا الله ، وتواضعاً وعملاً روحيّاً غير منقطع .
فإنّ كنا سنقدّم عطايا لله باستحقاقٍ ، قلنقدّم له العطيّة الأولى والأعظم وهي قلبنا .
كيف ستصبح ذبيحتنا وتقدمتنا حسنة القبول عند الله ، عندما لا نكون نحن مستحقين أن نقدم عطيّة مرضيّة ، ولا حتى الامور المقدَّمة هي مستحقة القبول عند الله ؟
لذلك ، لا نعاود الإنقطاع في طلباتنا وتقدِماتنا ، إذا كنا فيما قبل لا نهتم بكثيرٍ من الجدّ ،
عن أن نجعل أنفسنا مؤمنين مستحقين ، وذبائحنا حسنة القبول لدى الله .
لذلك ، يقع في ضلالٍ كبيرٍ كلّ مَن يعتقد أن كلّ خدمةٍ وكلّ تقدمة ٍ مقبولةٌ عند الله .
الخدمة المرضيّة والعطيّة الحسنة القبول لدى الله هي "روحٌ مستقيمٌ وقلبٌ نقيٌّ"
وليس روحاً متكبّرةً وعاتيةً وقلباً قاسياً وأهوائيّاً .
هذا هو إذاً ما يطلبه تغييرُ الإسم في الدرجة الأولى ، أما في الثانية فيطلب ضرورة أن تكون حياة القديس ، الذي نحمل اسمه ، وطريقة عيشه نموزجاً للفضيلة والكمال .
وأن نجاهد في كلّ حياتنا كي نصبح كاملين تابعين مثاله .
يقويّ نموذج فضيلة القديس المجاهد بشكلٍ كبير ، فيتعلّم منه أن يتواضع حتى و لو كان يتحدّر من عائلة ملكيّة . يتعلّم أن يصير حتى ولو كانت الأعباء لا تُحمَل .
يتعلّم أن يُحب حتى الذين يكرهونه .
يتعلّم أن يُكرّمَ أولئك الذين يهاجمونه .
يتعلّم أن يحيا مِن أجل إخوته ، و أن يموت مِن أجل ناموس الله ووصياه الإلهيّة .
يتعلّم أن يحبّ المطرح الأخير و يفرح أن يعيش مُتخفّياً .
وما الذي لم يتعلّمه ؟ إن أنا أحصيتُ كلّ ما أتعلّمه من مثال القديسين ،
فلن يسعني الوقت ولا الورق لِأذكرها كلّها .
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس صفرونيوس التقى راهباً اسمه يوحنا الملقب "موسكس"
عازر يصبح راهباً بأسم مينا البراموسى
لماذا كان الله أحياناً يغير إسم شخص في الانجيل؟
طالب جامعي يغير اسمه لـ"السيسي" بالفيوم
هل تعلم لماذا يغير الطفال ممن اصغر منهم سنا


الساعة الآن 01:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024