رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
4 ) تابع تأملات فى سفر النشيد ـ البابا شنودة الثالث ـ
.................................................. ............ تابع هناك آيات في السفر لا يمكن أن تؤخذ بمعناها الحرفي . .................................................. ................. و بنفس المعني الأخير يمكننا أن نفهم قول الرب: حولي عينيك عني، فإنهما قد غلبتاني (ن ش6: 5 ) .................................................. .... فالنفس البشرية التي لها عينان منسحقتان مملوءتان بالدموع ، يظهر فيها انسحاق القلب، هي النفس التي تجاهد مع الله وتغلب. ويقول لها الرب "حولي عينيك عني، فإنهما قد غلبتاني : " إنها مثل يعقوب المنكسر الضعيف، الذي جاهد مع الله وغلب، قائلا للرب : "لا أتركك حتى تباركني" (تك32: 26، 28).. ونال البركة هناك. لأن الذبيحة لله روح منسحق. القلب المنخشع والمتواضع، لا يرذله الله (مز51: 17) حقًا إن النفس الباكية، التي ترفع عينيها إلى الله مملوءتين بالدموع، هي التي قال لها : "حولي عينيك عني". وتشبيه العين بالحمامة يحمل معني روحيًا آخر. فالحمامة رمز للبساطة والنقاوة. ولذلك يقول الرب: "كونوا بسطاء كالحمام" (مت10: 16). فالعين التي تشبه بالحمامة، إنما تتصف أيضًا بالبساطة. وقد قال الرب عن ذلك : "إن كانت عينك بسيطة، فجسدك كله يكون نيرًا " (مت6: 22) فالعين التي تشبه بالحمامة، ترمز للنظرة البسيطة إلى كافة الأمور.. إلى الحياة البريئة الطاهرة البعيدة عن التعقيد.. كان آدم في بدء حياته بسيطًا لا يعرف سوي الخير قبل أن تتعقد حياته وتصبح خليطًا مركبا من خير وشر، بعد أن أكل من شجرة معرفة الخير و الشر.. و هكذا في سفر النشيد نجد العروس تقول عن العريس الذي هو المسيح: "عيناه كالحمام علي مجاري المياه" ( نش5: 12 ). .................................................. ....... أي أن بصيرته بالروح القدس. لأنه إن كان المؤمن العادي : "تفيض من بطنه انهار ماء حي" أي الروح القدس (يو7: 38، 39)، فكم يكون بالأولي السيد المسيح الذي الروح القدس ثابت فيه أقنوميًا.. ولذلك حسنًا قيل "كالحمام علي مجاري المياه" فبهذا شبه الرجل البار في المزمور الأول بأنه "مثل الشجرة المغروسة علي مجاري المياه" (مز1: 3) إن هدفنا في هذه المقالات الأولي من تأملاتنا في سفر نشيد الأناشيد، أن ندخل إلي روح السفر، ونفهم مدلولاته ورموزه، حتى يساعد هذا الأمر علي التفسير الصحيح المرتب المتناسق إن سفر النشيد ليس غزلًا كما يتهمه بعض الناقدين، وإنما هو تعبير عن المحبة المتبادلة بين الله والنفس البشرية، وصفات النفس التي تحبه. فالله لا يريد أن تكون علاقتنا به علاقة رسميات، وعلاقة خوف ورعب من لاهوته وجلاله. إنما يريد أن نكون أحباء له، لأنه محب للبشر. وهو الذي قال : "لا أعود أسميكم عبيدًا.. بل أحباء" (يو15: 15). كل ما في الله من صفات جميلة، يدعونا إلى أن نحبه: كل حنوه وعطفه ولطفه. من أجل هذا قيل في سفر النشيد: "لذلك أحبتك العذارى" (نش1: 3). ...................................... والمقصود بالعذارى النفوس التي لا تهب ذاتها لآخر. أي النفوس المتفرغة لله وحده، المخصصة له.. كما قال الشاعر عن أمانيه وأماله التي لم تخطر بقلب آخر: أمان عذارى لم يجلن بخاطرِ وبعض أماني القوم شمطاء ثيّبُ أي أنه تحبك يا رب النفس العذراء التي لم تهب ذاتها للعالم ولا لشهواته. ولم يمتلك قلبها حب إنسان ما. وفي ذلك قال القديس بولس : " خطبتكم لرجل واحد، لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2كو 11: 2). و من أجل هذا أيضًا شبه الرب النفوس التي تطلبه وتنتظر ملكوته السمائي : "بخمس عذارى حكيمات". والمقصود بهن كل المؤمنين الصالحين، رجالا ونساء، متزوجين وبتوليين. ماداموا لم يهبوا أنفسهم للعالم. للتأملات بقية : ....................... أيضًا عبارة ( أحبتك العذارى ) |
|