رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
( 3 ) تابع تأملات فى سفر النشيد ـ البابا شنودة الثالث ـ
.................................................. ..................... تابع هناك آيات في السفر لا يمكن أن تؤخذ بمعناها الحرفي . .................................................. ...................... وعبارة : "جميلة كالقمر" .............................. لا يمكن أن تتمشي مع عبارة " أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم" (نش 5: 1). فكيف تكون سوداء "كخيام قيدار"، وفي نفس الوقت جميلة كالقمر؟!، والقمر في جماله ليس فيه سواد. و لكن السوداء -في المفهوم الرمزي- هي كنيسة الأمم. التي لم تكن تنتمي إلى الآباء والأنبياء، وكانت غريبة عن رعوية الله وعن العهود والمواعيد والشريعة. وبلا رجاء (أف2: 12). ولكنها صارت جميلة كالقمر، بالبر الذي نالته في المسيح، وصار جمالها كاملًا ببهائه الذي جعله عليها (حز 14: 16) وبذمه الذي محا خطاياها. فهي تخاطب مؤمني العهد القديم "بنات أورشليم" وتقول لهن "أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم".. سوداء في أصلي وماضي، وجميلة في حاضري . وعبارة "جميلة كالقمر" : ........................... تحمل معني روحيًا وعمليًا في منتي العمق والجمال. فالمعروف عن القمر أنه كوكب مظلم يستمد نوره من الشمس. تلقي الشمس عليه نورها، يصير جميلًا.. فهذه الشعوب السوداء التي كانت بلا إيمان، وليس لها جمال في ذاتها عندما القي الله عليها نوره ، صارت جميلة كالقمر الذي ليس له جمال في ذاته وإنما يستمد نوره وجماله من الشمس. التشبيه إذن واضح، في السواد وفي الجمال. في السواد الذي تتصف به طبيعتنا الخاطئة، والجمال الذي يهبه لنا الرب في فدائه العجيب وفي الطبيعة الجديدة التي نولد بها في المعمودية. وعبارة : "عيناك حمامتان" (نش 1: 5)، ............................................ نفس المعني الروحي الجميل. وقد تكررت عبارة "عيناك حمامتان" في (نش4: 1) العين تمثل البصيرة. والحمام يرمز أحياناً إلى الروح القدس، كما يظهر هذا في قصة العماد (مت 3: 16).. وأحيانًا يمثل المحرقة التي يقدمها الفقير إلى الله (لا1: 14). فعندما تكون العينان بالمعني الأول، فمعني ذلك أن الإنسان يتميز ببصيرة روحية، وبفهم روحي. كأن عينة هي الحمامة التي ترمز إلى الروح القدس. فنظرته إلى كل الامور هي نظرة روحية مقدسة، غير نظرة أهل العالم. وعندما تكون العين حمامة بمعني ذبيحة الفقير المسكين، إنما تعني انسحاق النفس، أي مسكنة الروح (مت5: 3). كإنسان يقدم ذاته ذبيحة مرضية لله، حسبما أمر الرسول (رو12: 1)، في انكسار قلب، يطيع حتى الموت. وعندما تكون العينان حمامتين، فأنهما تمثلان المعنيين معًا. للتأملات بقية : ................ و بنفس المعني الأخير يمكننا أن نفهم قول الرب : حولي عينيك عني، فإنهما قد غلبتاني (نش6: 5) |
|