![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تختلف نوعية صلاتك على حسب قُربك أو بُعدك من "عرش النعمة".. لُغتك وألفاظك وحتى نبرة صوتك هاتتغيّر على حسب المكان اللي أنت واقف فيه. خليني أديك مثال.. وأنت قاعد بعيد على كرسي "العبد".. تبدأ كلماتك بخوف وكسرة ولسانك ينطق بلُغة عبد حرفياً.. عبد طمعان وعشمان من السيد في شوية بركة أو خير أرضي.. عبد كل اللي همّه تسديد احتياجات وأمان في كل نواحي حياته وكدة تمام وكفاية اوي عليه.. بس كل ما تقرب من "وجه الله" وتبتدي ملامحُه تبان ليك وتوضح قدامك، هاتلاحظ أنك بقيت تنفُر لوحدك من حالة العبودية اللي مسيطرة عليك دي.. وتفضل ماشي على الحال ده.. بتقرب ناحية "عرش النعمة" وفي الطريق بتُقع منك الزيادات والقيود التقيلة.. كل ما تقرب .. الحرية بتزيد، والعبودية بكل صورها بتختفي .. لحد ما في نُقطة معينة كدة هتلاقي نفسك بقيت "خفيف".. مش شايل هم حاجة ولا متورط في واقع رابطك من رقبتك زي العبيد. وساعتها هاتبقى قادر تسمعها منه شخصياً "أنت ابني، أنا اليوم ولدتُك.. ". وتتفاجئ بعدها من نفسك.. من نوعية طلباتك وطموحاتك الجديدة! بعد ما كنت عبد أقصى أحلامه شوية خير أرضي، أو علاقة، أو رضا الناس، أو فلوس وراحة مادية.. تبتدي تتفتح عينك على "حرية اولاد الله".. وهاتتجرأ أخيراً ترمي "العبد" اللي مكتفك كتير، وتعيش ابن.. ابن مابيرتاحش غير في "الحضن السماوي".. ابن استغني عن احلامه وافكاره.. وحتى احتياجاته أول ما داق يعني ايه "محبة أبدية".. ابن بالنسباله قعدته في حضن أبوه بالدنيا وما فيها.. ابن بيشفق على صراعات ومجهود العبيد في استعطاف السيد طمعاً في شوية "نفاية" مابتعملش حاجة غير أنها تزوّد عبوديتهم أكتر، لأنه لما قرّب "داق" فا طلباته كلها وقعت لوحدها.. لما قرب سمعها منه بكل هدوء.. "يا بني، كُل ماهو لي فهو لك.. "، فا رد ساعتها من غير تحضير "وأنا يا أبي.. معك لا أريد شيئاً على الأرض".. ابن فهم أن تعويضُه مش في حاجة بيقدمهاله الأب.. لكن هي "الأب" نفسه. ابن قاعد قدام ابوه ليل نهار يعرفه ويستمتع بحضوره الهادي.. مش عبد بيقربلّه ويتسحب واحدة واحدة عشان ياخُد "أجره" مؤقته ماتشبعش وماتكفّيش، لأنه عارف من جواه أنها متوقفة على مجهوده وطاعته وشغله اللي مابيخلصش، وكأنه بيشتري الخير بتمّلق السيد وخدمته.. ويوم ما يُقف كل ده، الأجرة تتقطع، والعبد يموت من الجوع! لكن الأبن مش في بيفكر في حاجة من دي.. الأبن مطّمن.. مش شايل الهَم طول ماهو مستخبي في الحُضن.. مش بيحسبها كل شوية ويخطّط ازاي هاياكل ويشبع ويسدد احتياجات بكرة.. مش بيقلق ويخاف لما يشوف الظروف.. ابن رفع عينه خلاص من على مشاكله واحتياجاته المؤقته، و قرر يركّز على اللي مكمّل معاه للأبد، لأنه من يوم ما داق حاجة من السماء بقى يواجه الأرضيات بكل بهدوء.. لأنه عارف أن كـل ده في الآخر.. "يُزاد له.. "!! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إطمح أن تكون أفضل من نفسك سابقاً !!👌 |
جميل أن ترى شيئاً كان يؤلمك سابقاً |
مذكرات عبد سابقاً |
التعرف على أحد الاضطرابات الوراثية المجهولة سابقاً |
تكشف تفاصيل مذكرات البابا شنودة "مذكرات بطريرك".. |