شروط الصلاة المستجابة
للبابا شنودة الثالث
ليست كل صلاة مقبولة ، لأنه ليست كل صلاة ، صلاة
فصلاة الفريسى المتكبر ، لم تكن مقبولة مثل صلاة العشار المنسحق ، الذى خرج مبرراًَ دون ذاك
( لو 18 : 14 )كذلك صلاة الذين أيديهم ملآنة دماً ، قال عنها الرب " حين تبسطون أيديكم ، أستر وجهى عنكم ، و إن أكثرتم الصلاة لا أسمع " ( أش 1 : 15 ) و أيضاً صلاة المرائين ( مت 6 ) ، و الذين لعلة يطيلون صلواتهم ( مت 23 : 14 ) فقد تصلى صلاة ، فيتقدم واحد من الأربعة و العشرين قسيساً ، و يأخذها فى مجمرته الذهبية ، و يقدمها إلى الله رائحة بخور ( رؤ 5 : 8 ) بينما يصلى آخر طول النهار ، و يتعجب الملائكة أن شيئاً من صلوات هذا الإنسان لم يصعد إلى فوق !
* * *
فما هى إذن شروط الصلاة ؟!
الشروط كثيرة : نذكر منها أنها تكون بالروح ، فيها روح الإنسان يخاطب روح الله ، وقلبه يتصل بقلب الله ، هذه الصلاة التى من الروح و من القلب ، هى التى تفتح أبواب السماء ، و تدخل إلى حضرة الله ، و تكلمه بدالة ، و تتمتع به ، و تأخذ منه ما تريد بل هذه الصلاة هى التى تشبع الروح ، كما قال المرتل :
" باسمك أرفع يدى ، فتشبع نفسى كما شحم و دسم " ( مز 163 : 4 ، 5 )
هذه الصلاة التى من القلب هى التى يشعر فيها الإنسان بلقائه مع الله ففيها أما أن نصعد إليه ،أو ينزل هو إلينا المهم أن نلتقى أو هو الروح القدس يصعدنا فكراً و قلباً إلى الله و عن هذه الصلاة يقول القديسون إنها حلول السماء فى النفس ، أو أن النفس تتحول إلى سماءو هنا تتميز الصلاة بحرارة روحية .