نشأة صوم الرسـل
صام الرسل أنفسهم هذا الصوم بعد صعود الرب إلى السماء، مستندين على جواب الرب يسوع على تلاميذ يوحنا المعمدان، عندما سألوه قائلين: “لماذا نصوم نحن والفريسيون كثيرا وتلاميذك لا يصومون ؟ فأجابهم يسوع أتنتظرون من أهل العريس أن يصوموا والعريس بينهم ؟ لكن يجيء وقت، حين يُرفع العريس من بينهم، فيصومون” (راجع متى 9/14، 15، مر 2/18- 20, لو 5/33-35). لكن ليس لهذا الرأي أي سند تاريخي يعضده. فقد ورد أول نص تاريخي ثابت يشير إلى صوم العنصرة في الدسقولية أو تعاليم الرسل: ” وبعد أن تكملوا عيد الخمسين، عيدوا أيضا أسبوعا آخر، ومن بعد ذلك صوموا أسبوعا آخر، لأنه واجب أن نفرح بموهبة الله التي دفعها لنا ثم تصومون بعد الراحة” (2). ليس لدينا بعد هذا النص أية معلومات عن ممارسة صوم الرسل في الكنيسة القبطية إلى القرن الحادي عشر، عندما أدرجه البابا خرستوذولس بين قوانينه عن الصوم. ولكن الخلاف قائم حول هل يُصام بعد أن يُعيّد للعنصرة أسبوع كامل، كما ورد في الدسقولية أم بعد يوم العنصرة مباشرة.