كافىء ضعفاتك الشخصية

[Ramez5]

"لذلك اسر بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح. لانى حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوى" :2كو10:12
اذا ماانجلت حقيقتنا , فسوف تكتشف ان كلا منا به بعض الضعفات التى تعوقه أو تعترض طريقه . وهى ليست بالضرورة ضعفات جسدية أو نفسية , إنما كل إنسان فيه صفات تعوقه أو تحده احيانا.
ليس غريبا ان نجد شخصا متوسط القدرة يحسد غيره ممن يتفوقون عليه. فيرى انهم يحظون بالجمال والموهبة والذكاء , ويشعر ان كل مايتمنونه يكون لهم . لكن حتى هؤلاء لديهم نقائص كغيرهم من البشر , فى مجال المعرفة او الموهبة أو الفطرة او غيرها من القدرات , لذلك قال احد الرعاة ذات مرة " إن اكثر السيدات جمالا فى كنيسته هن اقلهن ثقة بالنفس!"
لقد كان الرسول بولس مثالا ممتازا للإنسان ذى المواهب المتعددة , لكنه جاز فى ضيقات و|ضطهادات عديدة , كان يمكن ان تعوق نموه وخدمته , ففى (2كو24:11-31,30,27) يقول : "من اليهود خمس مرات قبلت أربعين جلدة إلا واحدة, ثلاث مرات ضربت بالعصى. مرة رجمت . ثلاث مرات انكسرت بى السفينة . ليلا ونهارا قضيت فى العمق . باسفار مرارا كثيرة بأخطار سيول . باخطار لصوص . بأخطار من جنسى . باخطار من الأمم . بأخطار فى المدينة . باخطار فى البرية . باخطار فى البحر. باخطار من أخوة كذبة . فى تعب وكد . فى أسهار مرارا كثيرة . فى جوع وعطش . فى اصوام مرارا كثيرة . فى برد وعرى ...إن كان يجب الافتخار فسافتخر بأمور ضعفى . الله أبو ربنا يسوع المسيح الذى هو مبارك إلى الأبد يعلم أنى لست أكذب ."
لقد كانت ضربات ولصوص , واضطهادات وضيقات أخرى , واجهت بولس الرسول فى حياته , وكان بولس فى كل هذه رجلا حكيما ..كانت لديه نظرة واقعية عن نفسه , وكان يتصرف بحكمة فى كل موقف , وبدلا من ان يقع فريسة للإحباط أو الفشل , حول كل صخرة فى حياته ليبنى عليها حياة روحية وقوية منتصرة.
فلقد خلفت الكثير من ضيقات الرسول بولس وراءها ألاما نفسية , وعلاقات ممزقة , وكلمات مرة وقاسية , وحتى الافتراء لم يسلم منه الرسول بولس . ولقد ادرك هو صعوبة الذى يواجهه , ولكنه أخذ المسؤلية كاملة على عاتقه تجاه مشاعره وتصرفاته , ولذلك نجده يعلن قائلا " ولكنى أفعل شيئا واحدا إذ أنسى ماهو وراء وأمتد إلى ماهو قدام .أسعى نحو الغرض لأجل دعوة الله العليا فى المسيح يسوع " (فى13:3-14)
لقد أدرك الرسول بولس انه لو استسلم إلى ضعفات الماضى التى هددت حياته فى يوم ما, فلن يستطيع ان يصبح خادما ناجحا .
فسواء كانت الضعفات جسدية ونفسية , أم خبرات عاطفية من الماضى , فبالإمكان تحويلها إلى أساس قوى نبنى عليه وتطور فى قوتنا الروحية واعماق شخصيتنا .

منقول من كتاب إكتشف نفسك