رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لو أخذنا أقدم كتاب صلاة كمرشد لنا، أي المزامير، نلاحظ أن هناك شكلين أساسين من أشكال الصلاة، أحدهما النحيب والصراخ أمام الله طلباً للمعونة، والآخر هو الشكر والتسبيح لله. ولكن هناك نوع ثالث من الصلاة على مستوى خفي، بدون طلبات أو تعبير صريح عن التسبيح. على سبيل المثال المزمور 131 لا يوجد فيه غير الهدوء والثقة: " لقد هَدَّأتُ وسكَّنتُ نفسي … تَرجِّي الرب من الآن وإلى الأبد". أحياناً تتحول الصلاة إلى صمت لأن الشركة والسلام مع الله يمكنهما الاستغناء عن الكلمات. "لقد هَدَّأتُ وسكَّنتُ نفسي كالطفل الفطيم مع أمه". كالطفل الذي يشعر بالاكتفاء فيكف عن البكاء بين يدي أمه، هكذا نفسي في حضرة الله. حينئذ لا تحتاج الصلاة إلى كلمات، وربما لا تحتاج حتى إلى أفكار. كيف يمكننا إذن الوصول إلى الصمت الداخلي؟ أحياناً نكون صامتين، ولكن نتحدث في داخلنا بأصوات عالية، نواجه آخرين من نسج مخيلتنا أو حتى نتصارع مع أنفسنا. كي نحفظ نفوسنا في سلام نحتاج نوعاً من البساطة: "لم أسلك في العجائب أو العظائم التي أعلى مني". عندما نصمت نعرف أن مخاوفنا لن تجدي شيئاً، فنترك لله كل ما هو أبعد من إمكانياتنا وقدراتنا. لحظة من الصمت، وإن كانت قصيرة، فهي وقفة مقدسة كراحة السبت المقدس، هي هدنة من المخاوف. إن اضطراب أفكارنا يمكن مقارنته بالعاصفة التي هزّت مركب التلاميذ في بحر الجليل بينما يسوع كان نائماً. قد نكون بلا سند مثلهم ممتلئين من القلق وغير قادرين على تهدئة نفوسنا. لكن المسيح يمكنه أن يأتي إلينا ليعضدنا ويهدّئ قلوبنا عندما تموج بالخوف والقلق كما انتهر الريح والبحر، وبعدها "كان هدوءاً عظيماً" ( مرقص 4). لنبقى ساكنين وواضعين رجاءنا في الله. في أحد المزامير يظهر الصمت على أنه أحد أشكال التسبيح. لقد اعتدنا على قراءة مزمور 65: "ينبغي لك التسبيح يا الله" بحسب ترجمة النص من اللغة اليونانية، لكن في النص العبري في معظم الكتب المقدسة نقرأ: "الصمت هو تسبيح لك يا الله". عندما تنتهي كلماتنا وأفكارنا، فإن تسبيح الله يكون في صمت ودهشة وإعجاب. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سرك يا أمي كان الصمت والصلاة |
الصمت والصلاة |
الصمت والصلاة |
- الصمت والصلاة والتأمل من فضائل القديسة مريم |
الصمت والصلاة والتأمل من فضائل القديسة مريم |