تعرّف على الكنز الذي تسبب في فتنة قتلت 3 آلاف شخص في الصعيد

[Mary Naeem]

تعرّف على الكنز الذي تسبب في فتنة قتلت 3 آلاف شخص في الصعيد

بعد نهاية حكم الدولة الفاطمية في مصر، وتولي الدولة الأيوبية مقاليد الأمور في مصر، ظهر رجل في الصعيد يقال اسمه "الكنز"، ويقال أحيانا اسمه عباس بن شادي، في أسوان، حيث صار يدعو لعودة الدولة الفاطمية، فاجتمع حوله خلق كثير من العربان والحضر، حيث كان يزعم أنه سيدحض الأتابكة، وسيقضي علي الدولة الأيوبية. هذا ما سرده صاحب كتاب "البداية والنهاية" عن ذلك الرجل، الذي كان سببًا رئيسيًا في مقتل 3 آلاف شخص، صدقوا دعوته على إعادة الدولة الفاطمية مرة ثانية، بل صدقوا أنه ابن الخليفة العاضد رغم أنه لم يكن كذلك. استغل الكنز وجود الكثير من المدن المتعاطفة مع الدولة الفاطمية في مدن الصعيد، مثل إسنا وقفط وأرمنت، حيث استمرت الدولة الفاطمية في مصر لنحو 262 سنة، فيما كانت الدولة الأيوبية السنية ناشئة منذ عدة سوات. صار يتجول الكنز في مدن الصعيد، ويجمع فيها الكثير من الأعوان، ثم قصد قوص التي كانت العاصمة الثانية لمصر آنذاك، وقتلوا أمراءها ورجالها، لتبدأ وقائع الفتنة والقتل بين أبناء المذهبين السني والشيعي. يقول الباحث نور علي الدين القفطي، صاحب كتاب "قفط مدينة الخلود" لــ"بوابة الأهرام "، إن قفط شهدت مذبحة مروعة رصدها المؤرخ المقريزي بقوله "كانت بقفط فتنة كبيرة، وكان سببها أن دعيا من بني عبدالقوي، ادعي أنه داوود بن العاضد الفاطمي، فاجتمع عليه الناس فأرسل السلطان صلاح الدين الأيوبي أخاه الملك العادل أبو بكر الكردي، علي رأس جيش لهم لوأد الفتنة، وانتهت الفتنة بقتل 3 آلاف شخص، كما يؤكد المؤرخون العرب الذين سردوا واقعة الكنز". هل كانت الفتنة سياسية من الأساس تطمح لعودة الدولة الفاطمية وأخذت شكل مذهبي ؟ يجيب "نور القفطي"، أن صاحب كتاب "البداية والنهاية"، سرد تاريخ المذبحة، وقال "كانت في عام 570 هجريًا، إلا إن المقريزي يذكر أنها كانت في عام 572 هجرية" مضيفًا، أنه ربما شهدت قفط الكثير من وقائع الفتن الدموية عقب سقوط الدولة الفاطمية، فإن من المؤكد أن طابعها كان سياسيًا. شقيق صلاح الدين الأيوبي، الملك العادل، الذي كان عليه أن يقضي على الفتنة المشتعلة، قام بقتل 3 آلاف من رموز الفتنة، وصلبهم على شجر بعمائمهم، ويضيف "نور الدين"، أن ما حدث كان أشبه بقتال عنيف دموي بين الشيعة والسنة، أدى لتدخل الدولة لتنتهي الفتنة الكبرى بقتل رموز الفتنة، وقتل آلاف من الأشخاص الذين انساقوا وراء شخص ادعى كذبًا أنه ابن خليفة. ويضيف الباحث نور الدين، إن كتاب "نزهة المشتاق" وصف قفط بأن أهلها شيعة، وهي جامعة متحضرة بها أخلاط من الناس، بينهم بقايا من الروم أي البيزنطيين، لافتًا إلى أن صلاح الدين الأيوبي قام بإرسال الوزراء والقضاة وكبار رجال الدولة ممن كانوا يعملون في بلاد الشام، وخاصة مدينة حلب إلي مدينة قفط جنوب قنا، وذلك لتغيير مذهبها للسنة بعد القضاء علي فتنة ابن داوود، كما عنيت الدولة بإقامة المساجد التي لم يبق منها غير ثلاثة في عصرنا الحاضر.