رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هي دودة تأكل النفس، الوباء الذي في أفكار الإنسان، كم هي ضخامة صدأ القلب عندما يُغار من فضيلة إنسان آخر أو من سعادته، أي أن يكره فيه مواهبه أو البركات الإلهية، أن يَعتبر خير الآخر كشرٍ لنفسه، أن يتعذب بسبب رخاء الأشخاص المشهورين، أن يجعل من مجد الآخرين عقوبة لنفسه، أن يضع جلا دا ليعذب به قلبه أن يضرب أعماق القلب ببراثن البغضة والكراهية . أن الحاسد لا يُعلِن أبداً عن غيرته فإن قلبه محاصر وممزق ليلا ونهاراً على الدوام. فالشرور الأخرى لها حد ففي حالة الزنا تتوقف الجريمة عندما تتم الشهوة باقتراف الخطية . وفي حالة القتل تتوقف الجريمة عندما يُرتكب القتل . وبامتلاك الغنيمة ينتهي جشع السارق . وإتمام الخدعة يضع حدا للمخادع . أما الغيرة فليس لها حد، إنها شر دائم وخطية لا تنتهي، فكلما نجح المحسود نجاحا أكبر كلما يلتهب الحاسد بالأكثر من نيران الحسد. لقد نبه الرب عن هذا الخطر لئلا يقع أحداً في فخ الموت نتيجة لغيرته من أخيه، فعندما سأله التلاميذ عن الأعظم بينهم قال "فلا يكون هكذا فيكم، بل مَنْ أراد أن يكون فيكم عظيمًا، فليكن لكم خادمًا، ومَنْ أراد أن يكون فيكم أولاً، فليكن لكم عبدًا» وبجوابه هذا قطع عليهم كل سُبل الغيرة لأنه استأصل ومزَّق كل سبب وأساس للحسد . َفغير مسموح لتلميذ المسيح أن يكون غيورا أو يكون حاسدا. |
|