صَلِّى و أنتَ تَعرِف ..

[Rena Jesus]

قدَّم Dr. Matthias Mehl بحثاً بجامعة أريزونا ذكر فيه أن متوسط عدد الكلمات التى ينطقها الإنسان فى اليوم الواحد هو 16 ألف كلمة ..
و إذا أدركنا قوة تأثير كلماتنا على يومنا و سلامنا و علاقاتنا و حتى على الآخرين ، فسنعتبر كل كلمة ننطقها هى قرار نتخذه .. قرار يستحق الصلاة ، تماماً مثل القرارات الكبيرة ..

إن الوصيتين "صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ " (1تس 5: 17)
و "صَلُّوا كل حين" (لو18: 1)
تؤكدان حاجتنا للصلاة حتى فى الأمور التى نعتبرها عادية ..
بنفس طريقة نحميا حين رآه الملك حزيناً ..
فَقَالَ لِي الْمَلِكُ: «مَاذَا طَالِبٌ أَنْتَ؟» فَصَلَّيْتُ إِلَى إِلهِ السَّمَاءِ وَقُلْتُ لِلْمَلِكِ: «إِذَا سُرَّ الْمَلِكُ .. تُرْسِلُنِي إِلَى مَدِينَةِ قُبُورِ آبَائِي فَأَبْنِيهَا» (نح2: 5-4)
"فَصَلَّيْتُ .. وَقُلْتُ لِلْمَلِكِ" ..
ما بين سؤال الملك المفاجئ و إجابة نحميا ، مرَّت لحظات صلَّى فيها نحميا .. و حصل على ما يريد ..

كلماتك هى أهم قراراتك اليومية و أكثرها تأثيراً .. و لو اعتدت الصلاة قبلها لتغير شكل يومك .. و ربما مستقبلك ..

إذا كنت بصدد طلب أمر ما مثل نحميا ، فأنت بحاجة إلى حكمة و نعمة .. كيف ستحصل عليهما ؟
صلِّى و أنتَ تعرِف ..

إذا أخطأ أحدهم فى حقك و تحيَّرت ما بين العتاب أو الصمت ، صلِّى ..
فهناك من يصلح معه العتاب "وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَوَبِّخْهُ" (لو 17: 3) ،
وهناك من يصلح معه الصمت .. و قد قيل عن الله "يَسْكُتُ فِي مَحَبَّتِهِ" (صف 3: 17)
"in his love he will no longer rebuke you" ..
أى فى محبته لن "يوبِّخك" ..
دافعك فى الحالتين هو المحبة .. لكن بالعتاب أم بالصمت ؟
صلِّى و أنتَ تَعرِف ..

إذا كان بمقدورك أن تأخذ حقك أو أن تتنازل عنه فتأنَّى قبل اتخاذ القرار ..
فالمطالبة بالحق ليست خطأً و التنازل عنه ليس ضعفاً .. لكن أى طريق ستسلكه ؟
صَلِّى و أنتَ تَعرِف ..

"لاَ تُجَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ" لِئَلاَّ تَعْدِلَهُ أَنْتَ (أم 26: 4) ..
"جَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ" لِئَلاَّ يَكُونَ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ (أم 26: 5) ..
تجاوب الجاهل أم لا تجاوبه ؟
كل موقف له حساباته ..
صَلِّى و أنتَ تَعرِف ..

إذا أتعبك أحدهم و كنت متردداً ما بين الاحتمال لأجل المحبة ، و الابتعاد تجنباً للعثرات ..
فصَلِّى لتنال الحكمة ..
"إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ .. فَسَيُعْطَى لَهُ" (يع 1: 5)
و متى جاءك الرد فلا تتوقف عن الصلاة .. فالله يعمل فيك و فى الآخَر ،
و ربما يتغيَّر الاختيار بعد فترة .. لكن متى ؟
صَلِّى و أنتَ تَعرِف ..

إذا طُلِبَت منك النصيحة فى أمرٍ ما فلا تقدم حلاً تلقائياً من خبراتك السابقة .. ربما يوجد حل أفضل لم يرِد إلى ذهنك ..
ما هو الرد الأمثل ؟
صلِّى و أنت تعرِف ..

إذا أردت طرح قضية قد تثير الخلافات فتأنَّى حتى لو كنت على حق ..
أُطلب الإرشاد فى الكيفية و التوقيت .. قد يأتيك الرد بالموافقة أو الرفض .. أو بالتعديل أو التأجيل ..
صلِّى و أنتَ تعرِف ..

إذا تعرَّضت للظلم أو الإهانة و توجَّب عليك الرد فلا ترد بأول عبارة ترِد إلى ذهنك ..
فهناك كلمات أكثر حكمة سوف تربح بها الموقف و احترام الآخرين ..
ما هى هذه الكلمات ؟
صلِّى و أنت تعرِف ..

لا تجعل ذاتك هى من تحدد ردود أفعالك .. فهى تهتم بالكرامة بغض النظر عن "كسب النفوس" ..
ماذا يريد منك الله هنا و الآن ؟
صَلِّى و أنتَ تَعرِف ..

إذا سمعت رأياً مخالفاً فلا تسارع و تصارع من أجل إثبات رأيك ..
لأنه "مِنْ الْسَّاكِتِيْنَ مِنْ يَسْكُتُ لانَّهُ لا يَجِدْ جَوَابَا وَ مَنْ يَسْكُتُ لانَّهُ يَعْرِفُ الاوَقَاتَ‏ .. الانْسَانَ الْحَكِيْمُ يَسْكُتُ الَىَّ حِيْنَ امّا الْعَاتِيَّ وَ الْجَاهِلُ فَلا يُبَالِيْ بِالاوْقَاتِ‏"
(يشوع بن سيراخ 20: 7-6) ..
تجادل أم تسكت ؟
صلِّى و أنتَ تعرف ..

إذا واتتك الفرصة لتكرز للآخر فلا تندفع بالكلام قبل أن تطلب الارشاد ..
"لِلسُّكُوتِ وَقْتٌ وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ" (أم3: 7) ..
تتكلم أم لا ؟ و إذا تكلمت ففى أى اتجاه ؟ و ماذا ستقول لتربح هذا الشخص تحديداً ؟
صلِّى و أنتَ تعرِف ..

الصلاة تصنع فارقاً كبيراً فى المواقف الصغيرة ..
و الحكمة ضرورية فى كل القرارات أياً كانت ..
شارك الله فى كل المواقف و لن تخسر شيئاً ..
و إن لم تصدِّق ..

جرِّب و أنتَ تعرِف ..