« لأنكم قد اشتُريتم بثمن. فمجدوا الله في أجسادكم وفى أرواحكم التي هي لله » (1كو20:6)
إن الرب له الحق في حياتنا، حق المحبة التي بها دفع ثمن فدائنا. لقد أحب المسيح الكنيسة، وأسلم نفسه لأجلها، حتى تكون له خالصة كما يريدها هو لنفسه (أف25:5-27) . لقد دفع الثمن عنها كاملاً، بل لقد باع كل ما له ليمتلكها (مت46:13) . لقد « أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس، وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب » (فى7:2، 8). هذا هو الثمن الذي دفعه لكي يخلصنا من الدينونة الأبدية وليعطى لنا أسمَى البركات السماوية، أفلا يعطيه هذا الثمن الغالي الذي دفعه، الحق فينا؟ بلى، إن له الحق في أن يأخذ كل محبتنا، وقدرتنا، وطاعتنا له. بل له الحق في أجسادنا ونفوسنا وأرواحنا. له الحق فينا بكل ما لنا.
وفوق ذلك. فمازال هناك من الأسباب ما يُنشئ علينا حقوقاً له. فهو الذي خلقنا، لذا فله الحق في أن نطيعه، لأن كل الأشياء « به وله » قد خُلقت » (كو16:1) . لقد عمل العالمين، وأيضاً قد خلق الإنسان ليخدمه ويمجده. ومعنى ذلك أن الإنسان قد تكوَّن في الخلق بطاقات وقدرات روحية وإمكانات طبيعية لتوظف جميعها لخدمة الرب، وهذا حقه.
ثم سبب ثالث تحدثنا عنه رسالة العبرانيين في مطلعها. فابن الله هو الذي له حق السلطان. وكل شيء أخيراً بحسب مشورات ومقاصد الله لابد وأن يخضع تحت قدميه كابن الإنسان (عب5:2-8،كو15:1).
والسؤال الآن هو: هل نحن نعترف بحق الرب هذا علينا؟ وهل نأتي إليه بكل رغباتنا وحاجاتنا؟ هل نحن نسأله في كل أمر عما يريدنا أن نفعله؟ هل نسأله عن نوعية العمل الذي يريدني أن ألتحق به؟ أو ماذا أفعل من أجل المستقبل أو أعد له؟ هل نطلبه لكي يكشف لنا عمن يريدنا هو أن نكون في شركة معهم؟ أو نسأله عن المكان الذي يريد لكل منا أن يسكن فيه؟ هل سألته عن الأثاث والأجهزة التي يريدها هو في بيتك؟ هل استشرته في كيفية تربية أولادك؟ هل نسأله عن كل كبيرة وصغيرة في حياتنا؟ هكذا يجب علينا دقيقة بعد دقيقة أن نسأله دائماً « يارب ماذا تريد أن أفعل؟ » (أع6:9) .